أ لقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {إنما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، هذه الآية ـ كما يقول المفسّرون ـ نزلت في الإمام عليّ (ع) عندما كان في ركوعه وجاءه سائل فأخرج خاتمه من إصبعه وتصدّق به، لأن الصدقة عبادة لله كما هي الصلاة، فلا تنافي عبادة عبادة أخرى، وبهذا أكد الله تعالى خط الولاية لعليّ(ع)، ليكون الوليّ الذي يرعى شؤون المسلمين في ثقافتهم وسياستهم وحربهم وسلمهم، وفي كل مواقع الإدارة لحياتهم.
منهج علي(ع) في الحياة
ولا بدّ لنا أن نتعرّف بعضاً من خطوط المنهج الذي سار به أمير المؤمنين (ع) في ولايته، وأن نتحرك معه في تطبيق هذا المنهج على حياتنا، لأن مسألة الولاية تعني اتباع من تواليه. كان عليّ (ع) يؤكد على المسلمين أن الأساس في حياة كل واحد منهم هو الإيمان بالله، لأن الإيمان بالله إذا أشرق في عقل الإنسان أعطى العقل هداه فلا يفكر إلا بالحق، وأعطى القلب هداه فلا ينبض إلا بالحق، وأعطى الطاقات هداها فلا تتفجّر إلا بالحق، وأعطى الموقف هداه فلا يرتكز إلا على أساس الحق، لأن الإنسان إذا كان غافلاً عن إيمانه بحيث شغل بأشغاله وشهواته وحاجاته وعلاقاته عن الله فإنه يعطي نفسه للشيطان، وإذا تسلّم الشيطان قيادة الإنسان فإنه يهديه إلى عذاب السعير.
لذلك، كان عليّ (ع) الإنسان الذي يذكر الله في كل موقف من مواقفه، ويذكّر الناس بالله في كل موقف من مواقفه، وكان حبّ الله مغروساً في قلبه، وهذا ما نقرأه في دعاء "كميل" المنسوب إليه: "فهبني يا إلهي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك، وهبني صبرت على حرّ نارك فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك"، إنه يقول لربه بلسان الإنسان العاشق لله: يا ربّ قد أصبر على العذاب إذا عذّبتني، وقد أصبر على حرّ النار إذا أدخلتني النار، ولكنني يا ربّ ـ وأنا العاشق لك ـ لا أصبر على فراقك ولا أصبر أن تحرمني من كرامتك.
العلم ركنٌ وثيق
لذلك، من أحبّ علياًَ لا بدّ أن يحب الله ورسوله قبل ذلك، لأن علياً (ع) من خلال وعيه ومعرفته لله ورسوله كان يحبهما، ولذلك أعطى كل حياته لهما، ومن هنا أحبه الله ورسوله. وكان (ع) يريد للناس أن يأخذوا بأسباب العلم، لأن الجهل يجعل الإنسان يرى الحق باطلاً والباطل حقاً، لأنك عندما تكون صاحب علم وواعياً فلن يستطيع أحد أن يغشك بالباطل على أنه الحق، لذلك كان (ع) يتحدث فيجعل قيمة الناس ـ رجالاً أو نساءً ـ بقدر ما يعلمون ويحسنون، وقد روى الرواة عنه هذه الكلمة الرائعة: "قيمة كل امرئ ما يحسنه"، فالإنسان لا يقدّر بالمال، لأن المال هو شيء منسوب إليه، ولكنه يقدر بعقله وأخلاقه، لأن هذه الأمور هي التي تشكل كيانه، ولذلك قال(ع): "الناس ثلاثة، عالم رباني، ومتعلّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق"، فالإنسان إما أن يكون عالماً ربانياً ارتفع به علمه إلى أن وصل إلى المعرفة بالله بشكل عظيم جداً، أو متعلّم يطلب العلم من أجل أن ينجو بعلمه في دنياه وآخرته، لأن العلم يقوده إلى النجاة، وهناك فريق ثالث، وهم الهمج الرعاع الذين لا يملكون علماً يجعلهم يفرّقون بين صوت الحق وصوت الباطل، يميلون مع كل ريح، يؤيدون أو يرفضون لأن الناس أيدت أو رفضت، وقد خلق الله للإنسان عقلاً وإرادة وطاقة، وأراد للإنسان أن يؤيد أو يرفض من خلال العقل، لأنه لا بدّ للإنسان أن يركز حياته على أساس الفكرة التي يقتنع بها، فإذا لم يكن عالماً فعليه أن يتعلّم، والمسؤولية مشتركة بين الجاهل والمتعلّم، ولم يأخذ الله على الجاهل لما لم يتعلّم إلا بعد أن أخذ على العالم لما لم يُعلِّم، وقد جاء في الحديث عن رسول الله (ص): "إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، وإن لم يفعل فعليه لعنه الله".
رسالة علي(ع) مجتمعٌ مثقفٌ واعٍ
لذلك، كانت رسالة عليّ (ع) أن يكون المجتمع الإسلامي مجتمعاً متعلّماً مثقفاً واعياً، وهذا هو نهج القرآن الكريم ، حيث قال سبحانه: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}، {وقل ربي زدني علماً}، فعلى الإنسان أن يدعو ربه أن يزيده من العلم، بحيث يكون دائماً في حركة تصاعدية في علمه.. من هنا، فإن ولاية عليّ (ع) تعني أن تسير على نهجه في أن تكون الإنسان الواعي الذي يطلب العلم ويملأ عقله به حتى يقوده العلم إلى المعرفة.
وهناك حديث في نهج البلاغة، وهي أول خطبة ألقاها عليّ (ع) عندما استلم الخلافة بعد أن أُبعد عنها خمساً وعشرين سنة، يعطي فيها المنهج، فيقول (ع): "إن الله سبحانه أنزل كتاباً هادياً ـ وهو القرآن الكريم ـ بيّن فيه الخير والشر، فخذوا نهج الخير تهتدوا ـ ادرسوا القرآن وتعرّفوا منهج الخير في ه، الخير في أوضاعكم، في أنفسكم ومع أهلكم والناس، وكل مشاريعكم ـ واصدفوا عن سمت الشر تقصدوا ـ اعرضوا عن جانب الشر تستقيموا، لأن الشر يمثل الانحراف ـ الفرائض الفرائض ـ يقولها بما يشبه الاستغاثة، والفرائض ليست فقط العبادات، بل كل ما فرضه الله تعالى على الإنسان مما ألزمه الله به في حقوقه على الناس وفي حقوق الناس عليه ـ أدّوها إلى الله تؤدكم إلى الجنة، إن الله حرّم حراماًُ غير مجهول ـ فالله تعالى بيّن المحرّمات فيما تأكل وتشرب وتستمتع وتتحدث به في لسانك وما تمارسه في حياتك ـ وأحلّ حلالاً خير مدخول ـ حلال صاف لم يدخله الضرر والفساد للناس ـ وفضّل حرمة المسلم على الحرم كلها.
وقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه كان جالساً إلى جانب الكعبة وكان معه أحد أصحابه، فقال له: "أترى إلى هذه الكعبة"، قال: بلى، فقال: "إن حرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمة الكعبة سبعين مرة"، فعلى المسلم أن يحفظ حرمة أخيه المسلم ولا ينكر عليه حقاً ولا يؤذيه ـ وشدّ بالإخلاص والتوحيد حقوق المسلمين في معاقدها ـ ركّز حقوق المسلمين باعتبار أن لكل مسلم حقاً على المسلم الآخر وله عليه حق، فهذا العقد الإيماني بين المسلمين شدّه الله بلحاظ الإخلاص والتوحيد، فإذا كنت مخلصاً لله ولرسوله ولدينك، فإن ذلك يفرض عليك أن تكون الإنسان الذي يرتبط بالحقوق العامة للمسلمين، ولا فرق بين المسلم البعيد أو القريب. وقد جاء في وصية للإمام عليّ (ع): "ولا تضيّعن حق أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه، فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه"، وعلى هذا الأساس، فإن ابنك وابنتك وزوجتك هم أخوك وأختك في الإيمان، وهذا يفرض نوعاً من التكامل والتواصل ـ فالمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه إلا بالحق، ولا يحلّ أذى المسلم إلا بما يجب، بادروا أمر العامة وخاصة أحدكم وهو الموت ـ استعدوا وتهيأوا لتحضير الزاد له ـ فإن الناس أمامكم ـ سبقوكم إلى النهايات التي أرادكم الله أن تنتهوا إليها ـ وإن الساعة تحدوكم من خلفكم، تخففوا تلحقوا ـ تخففوا من أوزاركم وسيئاتكم ومن حقوق الناس عليكم عند ذلك تلحقوا، لأن الحَمْل سوف يكون خفيفاً ـ فإنما يُنتظر بأولكم آخركم. اتقوا الله في عباده وبلاده ـ لا تسيئوا إلى الأرض التي تسكنون فيها، فلا تبيعوها إلى أعداء الله والإنسان، اجعلوها حرة وخصبة ومنتجة، ولا تسيئوا إلى عباد الله بالفتن والفساد وكل ما يسقط حياة الإنسان ـ فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم، أطيعوا الله ولا تعصوه".
علي(ع) يعيش الغربة مع أمّته
هذا منهج عليّ (ع) ، وهذه هي العناوين الكبيرة التي بدأ بها خلافته، وكان يعيش القلق في نفسه أن يبلّغ الناس كل ما يحتاجون اليه، وكان يعيش القلق من جهل الناس فيقول: "سلوني قبل أن تفقدوني، فإني بطرق السماء أعرف مني بطرق الأرض"، "إن ها هنا لعلماً جماً لو أصبت له حملة"، ولم يجد له حملة، وعاش عليّ غريباً يملك العلم الذي يرفع مستوى الأمة، ولكن الأمة اتبعت غير عليّ ممن قادها إلى الجهل والانحراف، ولذلك فإن الذين يحبون أن يكونوا مع عليّ (ع) لا بدّ أن يكونوا مع الذين يهدونهم إلى الله والخط المستقيم والانفتاح على كل ما يرفع مستوى الإنسان، أن نكون الأمة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتثير الوعي الذي يحمله كل جيل إلى الجيل الذي بعده، تعالوا إلى عليّ لنعيش معه، مع زهده وعلمه وفكره وعبادته وبطولته وروحانيته التي ارتفع بها إلى الله، لم يكن عند علي شيء إلا الله، فلنكن مع عليّ في الرحلة إلى الله، والسير مع رسوله في رحلته إلى الله.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله.. اتقوا الله ، ولننطلق إلى عليّ في وصيته الأخيرة التي أمر فيها الناس بتقوى الله ونظم أمرهم وصلاح ذات بينهم، كما أراد لهم أن يقولوا بالحق وأن يعملوا للأجر، وأن يكونوا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً، وهذه هي وصية الإسلام كله، أن نأخذ بالعدل في كل أوضاعنا الفردية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية، وأن ننكر الظلم كله، لأن الله يأمر بالعدل والإحسان، وينهى عن الركون إلى الظالمين. وعلى ضوء هذا، لا بدّ لنا أن نواجه كل ساحات الظلم لنحوّلها إلى ساحات عدل، وأن نعمل على تقوية ساحات العدل بكل ما نملك من جهد، ونحن نواجه في أيامنا هذه ظلماً ربما ليس هناك ظلم مماثل له، ونواجه ظالمين ليس هناك ظالمون في مستوى ما يقومون به من ظلم، فماذا هناك:
أمريكا قتل يجتاح فلسطين
.. وتتواصل الانتفاضة بكل قوة، على الرغم من إعلان إسرائيل عن حرب شاملة ضد الفلسطينيين، في هجوم برّي وبحري وجوّي استخدمت فيه مختلف الأسلحة الأمريكية المتطوّرة، وذلك ـ بحسب إعلان "شارون" ـ لقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية للسلطة الفلسطينية.. وما زال الشهداء يتساقطون يومياً، والجرحى يملأون المستشفيات، والمزارع تُجرف، والبيوت تُهدم، ومدارس الأطفال تتعرض لأكثر من عدوان..
ويصرّح وزير خارجية أمريكا بأن دعم أمريكا لإسرائيل "دعم لا يلين"، ليخفف من تأثير تصريحه السابق في خطابه لـ"شارون" بأن "إحصاء الفلسطينيين الذين تقتلهم لن يؤدي إلى نتيجة".. وتبقى الإدارة الأمريكية تطلب من الضحية أن تمتنع عمّا تسميه الإرهاب؟! والسؤال الكبير هو: هل يمكن أن تتحدث أمريكا عن العدالة والحرية وحقوق الإنسان، أم أن القضية هي كيف يخضع الفلسطينيون للإدارة الأمريكية بالآلة العسكرية الإسرائيلية، لتكون فلسطين في الحرب ضد "الإرهاب" هي أفغانستان التي أخذت إسرائيل فيها دور أمريكا في تدمير شعبها، فقد اعتبر الرئيس "بوش" الشعب الفلسطيني بمثابة "القاعدة" و"طالبان"، فعهد إلى "شارون" مهمة تدمير هذا الشعب بالكامل؟! لذلك، فإن أمريكا هي القاتل الذي يقوم باجتياح فلسطين بآلية إسرائيل.
تاريخ العرب تنازلات متلاحقة
وماذا ينتظر العرب من مبادراتهم التي يدور الجدل حولها قبل انعقاد القمة في بيروت، ونحن نعلم أن تاريخ المبادرات العربية كان تاريخ التنازلات المتلاحقة الخاضعة للضغط الأمريكي والوحشية الإسرائيلية؟ وما هو الموقف العربي إذا أصرّت إسرائيل ـ ومعها أمريكا ـ على رفض المبادرة الجديدة في صيغتها السياسية، لتدخل في متاهات المفاوضات التي تُخرج القدس منها لأنها "العاصمة الموحَّدة لإسرائيل"، على حدّ التعبير الصهيوني، بالإضافة إلى سحب مسألة عودة اللاجئين من التداول بحجة أنها ليست مسألة واقعية، وإبقاء المستوطنات في الكيان الصهيوني، والدلائل كلها تشير إلى ذلك، لأن ما ترفضه إسرائيل سوف ترفضه أمريكا التي تحاول الوصول إلى التطبيع قبل الدخول في متاهات المفاوضات؟
الانتفاضة تفرض نفسها على واقع العدو السياسي
لقد استطاع المجاهدون في الانتفاضة أن يُسقطوا عنوان الحرب ضد الإرهاب، الذي أرادت له أمريكا ـ ومعها إسرائيل ـ أن تثير من خلاله الفتنة في داخل الشعب الفلسطيني، ليعترف البعض بأن البعض ا لآخر إرهابي، فقد ذابت كل المنظمات في الإرادة الشعبية الفلسطينية الواحدة، وأصبح الشعب كله مقاتلاً ومنتفضاً من دون أيّ فرق بين موقع وموقع.. وهكذا، تحوّلت المسألة إلى حركة واحدة، ومنظمة واحدة، في مقابل عدوّ واحد، لتحقيق الهدف المصيري الواحد وهو التحرير.
إن الانتفاضة استطاعت أن تترك تأثيراتها على السياسة الصهيونية في داخل الكيان اليهودي، الذي انقسم بين رافض لسياسة حكومته وبين خائف من نتائجها، إلى جانب العنصريين المتعصبين، تماماً كما هي الحالة عندما استطاعت المقاومة الإسلامية في لبنان أن تفرض نفسها على الواقع السياسي في كيان العدو، فأصبح الانسحاب من لبنان شعار الانتخابات عندهم، وانتصرت المقاومة عسكرياً وسياسياً على العدو، وستنتصر الانتفاضة بنفس القوة أو أكثر من ذلك على إسرائيل.
الارتفاع إلى مستوى المسؤولية
ويبقى للشعوب العربية والإسلامية أن ترفع صوتها عالياً، وتخرج إلى الشارع تعبيراً عن رفضها للدعوات الاستسلامية، وعن دعوتها الزعماء العرب والمسلمين إلى أن يرتفعوا إلى مستوى شعوبهم في الضغط على أمريكا وإسرائيل بما يملكونه من عناصر القوة، فقد استطاعت إسرائيل أن تُخضع أمريكا لاستراتيجيتها السياسية، فمتى يستطيع العرب والمسلمون أن يتحدثوا بلغة القوة العاقلة الواعية الحاسمة، بدلاً من لغة الضعف الذي رفع شعار "اللاحرب" حتى قبل أن تتحرك رايات السلام.. إنني أخشى أن يكون الواقع العربي الرسمي قد بدأ بصرخة الـ"آه"، مما جعل العدو يطلب منه التوقيع على الاستسلام من دون قيد أو شرط، رافضاً كل مبادراته إلا بشروطه الاستسلامية!!
إرهابٌ أميركي في لبنان
ونلتقي في هذا اليوم بذكرى مجزرة بئر العبد، التي حصدت عشرات الضحايا من الرجال والنساء والأجنّة والأطفال، وجرحت عشرات آخرين من أمثال هؤلاء، وذلك بتخطيط من المخابرات المركزية الأمريكية، وباعتراف مديرها.. ونتساءل اليوم: هل يحق لأمريكا أن تتحدث عن الحرب ضد الإرهاب، وهي التي مارست إرهاب الدولة ضد الشعب اللبناني الجريح الآمن، كما تؤيد إرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الآمن؟؟
إننا نريد للبنانيين أن لا ينسوا مجزرة بئر العبد والمجازر الأخرى التي دمّرت البنية التحتية للشعب اللبناني، بتخطيط وزير خارجية أمريكا الأسبق "كيسنجر".
لبنان بين الإثارات الطائفية وواقع الضجيج السياسي
وأخيراً، إن الساحة السياسية في لبنان تضج بالمزيد من الجدل السياسي، في أكثر من إثارة طائفية على طريقة "حوار الطرشان"، من أجل إرباك الساحة وإضاعة القضايا الحيوية، لإنتاج بعض الحساسيات الطائفية لدى هذا الفريق أو ذاك، تماماً كما لو كانت المرحلة مرحلة استرخاء في أجواء اللامبالاة، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع أن المرحلة هي مرحلة الزلازل السياسية والأمنية والاقتصادية، التي تهز المنطقة كلها فتمنعها من الاستقرار..
إننا نتساءل: هل بقيت في لبنان حياة سياسية عقلانية مدنية تفكر بعقلانية، وتحاور بموضوعية، وتتحرك بهدوء، وتحترم إنسانية الإنسان بعيداً عن غريزته الطائفية أو السياسية، أم أن الواقع هو واقع الضجيج السياسي الذي لا يخضع لقاعدة، ولا يتطلع إلى مستقبل، بل يبقى في حالة إثارة لحساب تعقيدات إقليمية أو دولية وأحقاد محلية؟؟ والقضية كل القضية أن ينسى الناس أزماتهم المعيشية، ومشاكلهم الاقتصادية، تحت تأثير الجدل العقيم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. |