[يطلب النبيُّ إبراهيمُ (ع) من ربِّه، كما ورد في القرآن، أن يجعله مقيم الصَّلاة]: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ}[إبراهيم: 40]، باعتبار أنَّ الصلاة تمثِّل مظهر العبوديَّة الخالصة لله سبحانه، حيث يركع الإنسان فيها ويسجد ويقف بين يدي الله بكلِّ الاستسلام.
فالسّجود يمثِّل المظهرَ الحيَّ للخضوع الكامل، حيث يطرح الإنسان نفسَه أمام الله بعيداً من أيِّ عنفوانٍ وكبرياء. ولذا، ورد في المأثور، أنَّ الإنسان أقرب ما يكون إلى الله وهو ساجد. ومن هنا، يُستحبُّ للإنسان أن يطلب حوائجه من ربِّه عند السّجود. وقد ورد عن النبيِّ (ص) في خطبته الَّتي يستقبل بها شهر رمضان: "إنَّ ظهوركم ثقيلة، فخفِّفوا عنها بطول سجودكم، فإنَّ الله أقسم بعزِّته ألَّا يعذِّب السَّاجدين يوم يقوم النَّاس لربِّ العالمين".
والصَّلاة أيضاً هي معراجُ روح المؤمن إلى الله، فنحن لا نعرجُ إلى الله بأجسادنا، بل بأرواحنا، ولذلك يجب أن نعيشَ في الصَّلاة حالة التوجّه الكامل إلى الله، بعيداً من أحقادنا وضغائننا، لنفتحَ له قلوبنا، نشكو إليه همومنا، ولنغسلها من كلّ الأدران والموبقات، حتّى تكون صلاتنا الحِصن الَّذي نلجأ إليه، الذي يصدّ الفحشاء والمنكر عن الدّخول إلى هذه القلوب {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}[العنكبوت: 45].
وقد ورد أنَّ الإنسان إذا صلَّى صلاةً مقبولةً، فإنّه يُغفَر له ما قبلها من ذنوب {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ}[هود: 114]. وقد جاء في بعض التفاسير، أنَّ الحسنات هي الصَّلوات التي تُذهب ما قبلها من السيّئات.
ونلاحظ أنَّ النبيَّ (ص) قال: "حُبِّب إليكم من دنياكم ثلاث؛ الطّيب، والنّساء، وقُرّة عينيَ الصَّلاة"، فذكر الأمرين الأوَّلين بشكلٍ طبيعيّ، وعبَّر عن الصَّلاة بقرّة العين، أي أنَّ هذه الصَّلاة التي نتوجَّه فيها إلى ربّنا في هذه الدّنيا، هي قرّة العين الَّتي يشعر فيها الإنسان بالسَّعادة.
وبعبارةٍ أخرى، تُقَرُّ العين بالصَّلاة، حيث تنفتح نفسُ الإنسان على خالقها، فترتاح وتطمئنّ بما تشعرُ فيه من سعادة ورضى.
وعلى هذا، فالَّذين لا يصلُّون، هم الذين يعيشون ظلمة العقل والروح والقلب والحياة، فهم في ظلماتٍ من أوهامهم وأنانيّاتهم وكبريائهم وجحودهم، ولو نَفَذْتَ إلى داخلهم، لرأيت أنَّ هناك ظلماتٍ فوقها ظلمات، لأنّهم لم يستضيئوا بنور الله، ولم يعيشوا إشراقةَ المحبَّة لله والمعرفةِ به سبحانه. لهذا، من الصَّعب أن تجدَ صفاء الخير في مَنْ لا يصلّي، لأنَّ الصَّفاء والنَّقاء لا يحصلان عند الإنسان إلَّا من خلال التوجّه إلى الله تعالى.
* من كتاب "من عرفان القرآن".
[يطلب النبيُّ إبراهيمُ (ع) من ربِّه، كما ورد في القرآن، أن يجعله مقيم الصَّلاة]: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ}[إبراهيم: 40]، باعتبار أنَّ الصلاة تمثِّل مظهر العبوديَّة الخالصة لله سبحانه، حيث يركع الإنسان فيها ويسجد ويقف بين يدي الله بكلِّ الاستسلام.
فالسّجود يمثِّل المظهرَ الحيَّ للخضوع الكامل، حيث يطرح الإنسان نفسَه أمام الله بعيداً من أيِّ عنفوانٍ وكبرياء. ولذا، ورد في المأثور، أنَّ الإنسان أقرب ما يكون إلى الله وهو ساجد. ومن هنا، يُستحبُّ للإنسان أن يطلب حوائجه من ربِّه عند السّجود. وقد ورد عن النبيِّ (ص) في خطبته الَّتي يستقبل بها شهر رمضان: "إنَّ ظهوركم ثقيلة، فخفِّفوا عنها بطول سجودكم، فإنَّ الله أقسم بعزِّته ألَّا يعذِّب السَّاجدين يوم يقوم النَّاس لربِّ العالمين".
والصَّلاة أيضاً هي معراجُ روح المؤمن إلى الله، فنحن لا نعرجُ إلى الله بأجسادنا، بل بأرواحنا، ولذلك يجب أن نعيشَ في الصَّلاة حالة التوجّه الكامل إلى الله، بعيداً من أحقادنا وضغائننا، لنفتحَ له قلوبنا، نشكو إليه همومنا، ولنغسلها من كلّ الأدران والموبقات، حتّى تكون صلاتنا الحِصن الَّذي نلجأ إليه، الذي يصدّ الفحشاء والمنكر عن الدّخول إلى هذه القلوب {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}[العنكبوت: 45].
وقد ورد أنَّ الإنسان إذا صلَّى صلاةً مقبولةً، فإنّه يُغفَر له ما قبلها من ذنوب {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ}[هود: 114]. وقد جاء في بعض التفاسير، أنَّ الحسنات هي الصَّلوات التي تُذهب ما قبلها من السيّئات.
ونلاحظ أنَّ النبيَّ (ص) قال: "حُبِّب إليكم من دنياكم ثلاث؛ الطّيب، والنّساء، وقُرّة عينيَ الصَّلاة"، فذكر الأمرين الأوَّلين بشكلٍ طبيعيّ، وعبَّر عن الصَّلاة بقرّة العين، أي أنَّ هذه الصَّلاة التي نتوجَّه فيها إلى ربّنا في هذه الدّنيا، هي قرّة العين الَّتي يشعر فيها الإنسان بالسَّعادة.
وبعبارةٍ أخرى، تُقَرُّ العين بالصَّلاة، حيث تنفتح نفسُ الإنسان على خالقها، فترتاح وتطمئنّ بما تشعرُ فيه من سعادة ورضى.
وعلى هذا، فالَّذين لا يصلُّون، هم الذين يعيشون ظلمة العقل والروح والقلب والحياة، فهم في ظلماتٍ من أوهامهم وأنانيّاتهم وكبريائهم وجحودهم، ولو نَفَذْتَ إلى داخلهم، لرأيت أنَّ هناك ظلماتٍ فوقها ظلمات، لأنّهم لم يستضيئوا بنور الله، ولم يعيشوا إشراقةَ المحبَّة لله والمعرفةِ به سبحانه. لهذا، من الصَّعب أن تجدَ صفاء الخير في مَنْ لا يصلّي، لأنَّ الصَّفاء والنَّقاء لا يحصلان عند الإنسان إلَّا من خلال التوجّه إلى الله تعالى.
* من كتاب "من عرفان القرآن".