بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
ألقى سماحة آية الله العظمى، السيد محمد حسين فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
الخمر مفتاح كلّ شر:
النهي عنه تحصين للعقل وسلامة للمجتمع علة تحريم الخمر
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة:219].
تؤكد هذه الآية الكريمة أن من الممكن أن يجد الإنسان بعض المنافع الجزئية في الخمر مما يتحدّث به بعض الذين يلتذّون بشربه، أو في القمار من خلال حصول بعض الناس على شيء من الربح بسببه، ولكن الله تعالى يؤكد حقيقةً، وهي أنه ليس هناك شيء في الحياة مضر مئة في المئة، ولا هناك شيء نافع مئة في المئة، فقد يكون الشيء نافعاً بنسبة عشرين في المئة ومضراً بنسبة ثمانين في المئة. والعاقل الذي يحترم نفسه وحياته وأوضاعه، هو الذي لا يرتكب ما يكون ضرره أكبر ليحصل على القليل من النفع. ومن هنا، فإنّ الإثم الذي ذكر في الآية هو الضرر المبطّئ عن الخير.
فلو أن أحداً من الناس استشار خبيراً في بضاعة يريد أن يشتريها، وقال له إن نسبة الربح هي عشرون في المئة، بينما ستكون خسارته بنسبة ثمانين في المئة، فهل يقدم على شرائها إذا كان عاقلاً؟ فالله تعالى يقول إن ضرر الخمر والقمار أكبر بكثير من النفع الذي قد يحصل عليه الإنسان بسببهما: {وإثمهما أكبر من نفعهما}. وهذه الآية تؤكد قاعدةً فقهيةً عامةً، وهي أن كل ما كان ضرره أكبر من نفعه فهو حرام، سواء كان الضرر في الدنيا أو في الآخرة. فعلى الإنسان إذا أراد أن يقدم على أكل أو شرب أي شيء، أو على تجارة، أن يحكّم عقله ليعرف نسبة الضرر والنفع في العمل.
ويقول تعالى: {إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة:91]. لأنّ الخمر عندما يدخل إلى عقل الإنسان ويفقده توازنه، أو يضعف قوة عقله، فإنّ ذلك قد يدفعه إلى أن يتحرك بعيداً عن الخط السليم، وقد يؤدّي به ذلك إلى أن يصطدم بالآخرين، فيؤسس معهم العداوة والبغضاء، كما أنه قد ينسى الله تعالى أيضاً، فيترك واجباته العبادية، لأن السكر يفقده وعيه، وإذا فقد وعيه فقد إحساسه بالله وبضرورة القيام بفرائضه. فهل تنتهون عن شرب الخمر ولعب القمار، باعتبار أنهما خصلتان يؤكدهما الشيطان ويغري بهما ليبعدكم عن مسؤولياتكم؟
ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ ـ والرجس هو الشيء الخبيث القذر ـ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة:90].
الخمر مفتاح الشر وغيبوبة للعقل
ونقرأ في حديث رسول الله(ص): "جُمع الشر كله في بيت، وجُعل مفتاحه شربُ الخمر". ويذكر بعض الناس في هذا المورد، أن شخصاً خُيّر بين أمور ثلاثة: إما الزنى، وإما قتل النفس، وإما شرب الخمر، فرأى أن الزنى من الذنوب الكبيرة فلم يقدم عليه، وأنّ قتل النفس أعظم وأعظم فلم يقبل باختياره، واستسهل شرب الخمر، وعندما دارت الخمر في رأسه، قتل النفس المحترمة وزنى، لأنه عندما فقد عقله، استسهل واستحلّ الذنوب الأخرى.
وفي حديث عنه(ص)، وهو موجّه بالخصوص إلى كل من يعمل في صنع الخمر وبيعها أو تقديمها: "لعن الله الخمر وعاصرها وغارسها وشاربها وساقيها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه". وعنه(ص) أيضاً: "الخمر أمّ الفواحش والكبائر". ويقول(ص): "شارب الخمر كعابد الوثن"، لأنه عندما يستغرق في شرب الخمر ويدمن عليه، فكأنه جعل الخمر صنماًَ يعبده كما تُعبد الأصنام.
ويقول الإمام الصادق(ع): "ما بعث الله نبيّاً قطّ إلا وقد عَلِم الله أنه إذا أكمل له دينه كان فيه تحريم الخمر ـ فما من دين أنزله الله تعالى على رسله إلا وحرّم فيه الخمر، ولكن الله ينـزل الأحكام بالتدريج ـ ولم تزل الخمر حراماً. إن الدين إنما يحوّل من خصلة ثمّ أخرى، فلو كان ذلك جملةً ـ دفعة واحدة ـ قطع بهم (بالناس) دون الدين".
وبعض الناس قد لا يشرب الخمر، ولكنّه يجالس أصحابه وزملاءه الذين يشربونه، وهذا مما جاء فيه الحديث عن رسول الله(ص): "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يُشرب عليها الخمر"، لأن الجلوس معهم هو إقرار لهم ورضا بما يقومون به، ولأنّ الجو قد يجذبه فيقع في شرك شربها.
وعن الإمام عليّ(ع) أنه قال: "فَرَضَ الله تركَ شربِ الخمر تحصيناً للعقل"، فالعقل هو حجة الله على العباد، والله لا يريد للإنسان أن يفسد عقله أو يضعفه، بل أن يقوّيه ويصلحه وينمّيه، لأن العقل هو الذي يجعله يميّز الحسن من القبيح، والخير من الشر، والحق من الباطل، فإذا ضعف العقل انقلبت الموازين والقيم. ويقول الإمام الباقر(ع): "إن الله حرَّم الخمر لفعلها وفسادها".
ويذكر الأطباء الكثير من النتائج الصحية السلبية المترتبة على شرب الخمر، كما يُذكَر أن الخمر كان محرّماً عند بعض المجتمعات الغربية في أول نشأتها.
المخدّرات آفةٌ مدمّرة
وعن الإمام الكاظم(ع): "إن الله لم يحرِّم الخمر لاسمها ـ فالخمر ليس اسماً بل هو فعل ـ ولكنه حرَّمها لعاقبتها، فما كان عاقبته عاقبة الخمر فهو خمر"، وإن تعددت الأسماء. ومن هنا ندخل إلى الحديث عن خطرٍ آخر وهو المخدرات، التي أصبحت منتشرة بكثرة بين شبابنا من الذكور والإناث، وخصوصاً في الجامعات، وأصبحت بعض الصيدليات تبيعها بعنوان الأدوية المهدئة للأعصاب. والمخدرات أخطر من الخمر، لأنها تؤثّر في الإنسان، فتضعف وعيه، وتدمّر صحته، وتضعف إرادته، وتجعله يعيش فيما يشبه الهلوسة. ومع الأسف، فإنّ كثيراً من الشباب يعيشون الهلوسة التي تفقدهم التوازن في حياتهم، وهذا من الأخطار التي يمكن أن تدمّر الوطن كله.
يقال إن بريطانيا عندما كانت تستعمر الصين، كانت تنشر المخدرات بين أبنائه لتضعف إرادتهم عن مقاومتها، وعندما بدأ بعض المصلحين بمحاربة هذه العادة، أعلنت بريطانيا الحرب على الصين.
وهكذا عندما ترك الصينيون المخدرات، أصبحت لهم مواقعهم في الحرية والاستقلال وإرادة التقدّم، وأصبحت الصين دولة كبرى تنافس غيرها من الدول الكبرى في العالم.
ولذلك، فإن بعض الناس يوزعون المخدرات من أجل أن يضعفوا هذا الشعب أو ذاك، وهذا ما يجب على الآباء والأمهات أن يلتفتوا إليه، وعلى الأسرة أن تراقب أبناءها وبناتها في ظل انتشار المخدرات في الثانويات والجامعات، كما أننا نعتبر أن الحكومة مسؤولة عن حفظ البلد من هذه الآفة، وتشجيع الزراعات البديلة، لأن هذا الخطر شعر العالم كله بنتائجه المدمّرة، فأصبح يحاربه بكلّ السبل، ولا يمكن أن نقضي على هذه العادة إلا إذا تعاونا جميعاً في مواجهتها وتحذير أبنائنا من خطرها الذي سوف يسقط مستقبلهم ويدمّر حياتهم.
ويروى في هذا المجال عن رسول الله(ص) أنه قال: "سيأتي زمان على أمتي يأكلون شيئاً اسمه البنج ـ وهو ضرب من النبات له حب يُسكر، قال ابن سيبويه إنه مما يُنبذ أو يقوّى به النبيذ ـ أنا بريء منهم وهم بريئون مني"، فالنبي(ص) يتبرأ ممن يمارسون هذه العادة حتى لو صلّوا وصاموا. وفي حديث عنه(ص): "من احتقر ذنب البنج فقد كَفَر"، لأنه حرمة البنج من الضرورات الدينية، ومن أنكر ضرورة من ضرورات الدين فقد انطلق في خط الكفر.
لذلك علينا أن نحارب كل الذين يتاجرون بالمخدرات أو بالخمر، فكل إنسان يبيع الخمر ماله حرام، حتى إنه يحرم الشراء من المحلات التي تبيع الخمر، لأن ذلك يدخل في باب النهي عن المنكر، وقد أكدت الآيات الكريمة وأحاديث رسول الله(ص) والأئمة من أهل البيت(ع) لعن بائعها ومشتريها. لذلك علينا أن نحاربهم بالمقاطعة، وأنا أصدرت فتوى شرعية بحرمة شراء أي شيء، حتى الحلال، من المحلات التي تبيع الخمر، حتى الصيدليات التي تبيع المخدرات للشباب أيضاً يحرم التعامل معها، لأن علينا أن نحفظ مجتمعنا من الأخطار الصحية والاجتماعية.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
مؤتمر الأديان: لقاء العرب برموز الإجرام الصهيوني
يتناول القادة العرب والصهاينة طعاماً واحداً في مؤتمر الأديان الذي عُقد بإشراف الأمم المتحدة في نيويورك، وهو الطعام المغموس بدماء الفلسطينيين، والممزوج بعذاباتهم وجراحهم، في "إنجاز" مشهود للأمم المتحدة التي يتفاخر أمينها العام بجمع العرب والصهاينة تحت سقف واحد، متناسياً أن إسرائيل سحقت كل القرارات الدولية بجزمة الاحتلال، وشرّدت الفلسطينيين في بقاع العالم، وزحفت على ما تبقى من أرضهم بالاستيطان أو بالدبابات والطائرات وبالمجازر المتواصلة.
ويجلس القادة العرب ـ غير المتديّنين أصلاً ـ والصهاينة على طاولة واحدة، ليناقشوا مسألة حوار الأديان الذي لا يملكون الاختصاص فيه، في الوقت الذي يشنّ كيان العدو أكبر حملة تهويد في القدس، فيهدّم منازل الفلسطينيين فيها، ويعلن عن خطط لتهجير نحو أربعمائة عائلة مقدسية وإخراجهم من بيوتهم في القدس، بعدما هدم زهاء خمسة آلاف بيت من بيوت المقدسيين منذ احتلال القدس... إلى جانب حصاره غزّة الذي تحوّل إلى ما يشبه المأساة المتحركة التي تصادر حياة المدنيين، في قطع إمدادات الطاقة والغذاء والدواء عنهم، وفي نطاق لعبة سياسية وأمنية لا تنتهي فصولها عند عمليات الاغتيال والاعتقال والاجتياح.
ولعل من اللافت أن الاتحاد الأوروبي يعرب عن عميق قلقه لهدم منازل الفلسطينيين، من دون أن يبادر إلى موقف عملي في مواجهة ذلك.. كما أن بعض السفن التي تحمل ناشطين أجانب تعمل على فكّ الحصار ولو رمزياً عن غزة، فيما العرب الذين يشاطرون المجرم بيريز المائدة الواحدة، لا يكلّفون أنفسهم التحرك لرفع الظلم والقهر ونير الاحتلال والحصار عن الشعب الفلسطيني، ولكنهم يستمعون جيداً إلى وزيرة الخارجية الأميركية وهي تحدثهم بأسلوبها النفاقي المخادع عن السلام الآتي، بعد تلويح المسؤولين الصهاينة بأن المبادرة العربية يمكن أن تُطرح على بساط البحث، وبعد حديث الرباعية الدولية عن ضرورة تجميد الاستيطان لا عن إزالته، لأن الجميع يخشى أن يزعج خاطر إسرائيل ولو كان ذلك على حساب العرب والمسلمين جميعاً.
أما الفلسطينيون في السلطة وخارجها، فقد بدأوا بحملات تخوين جديدة بعضهم ضد بعض، متجاوزين معاناة شعبهم وآلامه، الأمر الذي يدعونا إلى إثارة السؤال لا حول مصير الحوار فيما بينهم بل حول مصير القضية وقضية المصير.
أمريكا: مفاجآت العهد الجديد
وفي المشهد الأميركي، تحدث الكثيرون عن أن أمريكا فاجأت العالم بتجاوز مسألة التمييز العنصري في انتخاب البيض رئيساً أسود، ولكن يبدو أن الرئيس المنتخَب سارع إلى مفاجأة العرب والمسلمين في اختيار شخصية يهودية إسرائيلية انخرطت في جيش العدو وقاتلت اللبنانيين، لتكون مشرفة على انتقال السلطة، الأمر الذي يجب التوقف عنده مليّاً للتساؤل عما إذا كان الرئيس المنتخَب حراً بما يكفي، ومؤهَّلاً للتغيير كما يقول.
إننا نحذّر الإدارة الأميركية القادمة من أن تتبنى جدول أعمال إسرائيلي، أو أن تقارب الأمور في المنطقة من خلال العيون الإسرائيلية المزروعة في كل مكان في البيت الأبيض، لأن أسلوب الحرب الذي طبع إدارة بوش بطابعه أثبت فشله، ولأن إستراتيجية العنف الأميركية قد سقطت واقعياً وسياسياً، ولم يبقَ أمام الإدارة القادمة إلا أن تستمع لقرارات الشعوب، وخصوصاً شعوب العالم العربي والإسلامي التي يتحدثون عن أنها تكره أمريكا، من دون أن يتساءلوا لماذا كرهت هذه الشعوب الإدارات الأميركية المتعاقبة، التي لم تترك مجالاً من مجالات الضغط والقهر على هذه الشعوب وقضاياها إلا وتحركت فيه لحساب إسرائيل وحساب مصالحها وهيمنتها.
ونحن ننصح الإدارة الأمريكية القادمة بأن تُقْلع عن سلوك طريق العنف الذي سلكته إدارة المحافظين الجدد، وأن تباشر الحوار السياسي مع الدول التي جعلها بوش في نطاق محور الشر، وأن تخرج من بديهيات الاتهام لقوى المقاومة بأنها تمثل الإرهاب، وأن تدخل في تحديد جديّ لمفهوم الإرهاب، وأن تتطلّع إلى مشاكلها الداخلية، قبل أن تكتوي بنار الشعوب وطلاب الحرية في العالم.
العراق: عنف دامٍ وصراعات سياسية
وفي العراق، نلتقي مجدداً بالعنف الدامي في التفجيرات التي تلاحق المدنيين في الأسواق الشعبية كما في حي الأعظمية، في الوقت الذي يعلن المسؤولون العراقيون الرسميون عدم خضوعهم للاحتلال وشروطه في الاتفاقية الأمنية، الأمر الذي يجعلنا نتساءل عما إذا كانت هذه التفجيرات تمثل جزءاً من محاولات الضغط على الحكومة وعلى وحدة الصف العراقي في مواجهة الاحتلال، أو أن الجهات التكفيرية تعمل لخدمة الاحتلال بطريقة غير مباشرة، ومن خلال أجندتها الخاصة.
إننا نطلب من العراقيين المزيد من الدقة في التعامل مع الاتفاقية الأمنية، لأننا نخشى من اللعبة الأمريكية التي تحاول الإيحاء إلى العراقيين والعالم أن وجود الأميركيين يمثل ضرورة للعراقيين تحت ذريعة الأمن المختل.
كما نحذّر من عودة الحديث عن الفدرالية، وخصوصاً أننا نشهد تصرفاً لبعض الأقاليم بما يمثل خروجاً عن الوحدة العراقية، وتجاوزاً للسلطة المركزية، ونزوعاً نحو الانسلاخ عن البلد الأم، بما يؤدي إلى مشاكل داخلية تضاف إلى المشاكل الآتية من الاحتلال نفسه.
لبنان: حوار حول الحوار نفسه
أما في لبنان، فقد دخل الحوار في منطقة التراشق فور خروج المتحاورين من القاعة، وكأن المطلوب في لبنان هو أن ندير الحوار حول الحوار نفسه، وأن يقتصر الأمر في اللقاءات التصالحية على المشهد الخارجي الذي يتغيّر فيه الديكور ولا تتغيّر فيه المعطيات والاستراتيجيات، بحيث تُستحضر التناقضات السياسية عند المفاصل التاريخية، لأن القوم مقبلون على أوضاع انتخابية.
إننا ندعو الجميع في لبنان إلى قراءة دقيقة للأوضاع في المنطقة والعالم، لينطلق التنسيق في مسألة العلاقات اللبنانية ـ العربية من موقع الحرص على المسألة الأمنية في الداخل، والمسألة السياسية في حسابات المستقبل القادم مع المراحل الجديدة التي نطل من خلالها على أوضاع دولية وإقليمية جديدة تقتضي العمل لمصلحة الوطن العليا ولمصلحة الأمة وقضاياها، بعيداً عن سياسة تسجيل النقاط التي يتلاعب فيها المتلاعبون بمصير البلد، في الوقت الذي يتصورون أنهم يتحركون في نطاق اللعبة التقليدية التي أدمنها الوسط السياسي في لبنان.