شهرُ رجب من الأشهر الأربعةِ الحُرُم إلى جانب ذي القعدة وذي الحجّة ومحرَّم، وهي التي حرَّمَ اللهُ فيها القتالَ، فعن رسول الله (ص” :(انّ رجب شهر لله العظيم لا يقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الكفّار فيه حرام ألا انّ رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر اُمّتي، ألا فمن صام من رجب يوماً استوجب رضوان الله الاكبر، وابتعد عنه غضب الله، واغلق عنه باب من أبواب النّار”
وعنه (ص) أنّه قال: "رجب شهرُ اللهِ الأصبّ، يصبُّ اللهُ فيه الرّحمةَ على عبادِهِ"؛ وبذلك، يعيشُ المسلمون آفاق الرّحمة فيه، لتنعكس على واقعهم الاجتماعي والسياسي والأمني، ولتكونَ أيّامُهُ فرصةً للعودة إلى الله في مواقع لطفه وسعة رحمته، والتخفُّفِ من كلِّ حقدٍ وبغضاء وعصبيّة، قد تكون نارُهُا اتّقدَت فيما سبقه من الشّهور والأيّام.
وقد ورد الكثير من الأحاديث في بيان ما يُستحبُّ القيام به في هذا الشّهر:
الصّوم:
لصوم شهر رجب فضل كثير، وروي أنَّ من لم يقدر على الصّيام، يسبِّح في كلّ يوم مائة مرة بهذا التسبيح، لينال أجر الصّيام فيه:
"سبحان الإله الجليل، سبحان من لا ينبغي التّسبيح إلا له، سبحانَ الأعزِّ الأكْرَمِ، سبحانَ من لَبِسَ العِزَّ وهو لهُ أهلٌ".
الدّعاء:
وأدعيته كثيرة، ومنها أن يدعو المسلم في كلّ يوم صباحاً ومساءً، وفي أعقاب الصّلوات:
"يا من أرجوه لكلِّ خير، وآمن سخطه عند كلِّ شرّ، يا من يعطي الكثير بالقليل، يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه، تحنّناً منه ورحمة، أعطني بمسألتي إيّاك جميع الدّنيا وجميع خير الآخرة، واصرف عني بمسألتي إيّاك جميع شرّ الدّنيا وشرّ الآخرة، فإنّه غير منقوصٍ ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم. يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا النّعماء والجود، يا ذا المنّ والطّول، حرّم شيبتي على النّار".
وروي انّ الامام زين العابدين (ع) دعا به في غرّة رجب :
يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السّائِلينَ، ويَعْلَمُ ضَميرَ الصّامِتينَ، لِكُلِّ مَسْأَلَة مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتيدٌ، اَللّـهُمَّ وَ مَوعيدُكَ، الصّادِقَةُ، واَياديكَ الفاضِلَةُ، ورَحْمَتُكَ الواسِعَةُ، فأسْألُكَ اَنْ تٌصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واَنْ تَقْضِيَ حَوائِجي لِلدُّنْيا وَالاخِرَةِ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْيء قَديرٌ .
ورد أن الأمام الصّادق (ع) كان يدعو به في كلّ يوم من رجَبَ :
خابَ الوافِدُونَ عَلى غَيْرِكَ، وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إِلاّ لَكَ، وَضاعَ المُلِّمُونَ إِلاّ بِكَ، وَاَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلاّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ، بابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرّاغِبينَ، وَخَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطّالِبينَ وَفَضْلُكَ مُباحٌ لِلسّائِلينَ، وَنَيْلُكَ مُتاحٌ لِلامِلينَ، وَرِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ، وَحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواكَ، عادَتُكَ الاِْحْسانُ اِلَى الْمُسيئينَ، وَسَبيلُكَ الاِبْقاءُ عَلَى الْمُعْتَدينَ، ُاَللّـهُمَّ فَاهْدِني هُدَى الْمُهْتَدينَ، وَارْزُقْني اجْتِهادَ الُْمجْتَهِدينَ، وَلا تَجْعَلْني مِنَ الْغافِلينَ الْمُبْعَدينَ، واغْفِرْ لي يَوْمَ الدّينِ .
وفي دعاء ثان عن الصادق (عليه السلام) انّه قال :
قُل في رجب :
اَللّـهُمَّ اِنّي اَساَلُكَ صَبْرَ الشّاكِرينَ لَكَ، وَعَمَلَ الْخائِفينَ مِنْك، وَيَقينَ الْعابِدينَ لَكَ، اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظيمُ، وَاَنَا عَبْدُكَ الْبائِسُ الْفَقيرُ، اَنْتَ الْغَنِيُّ الْحَميدُ، وَاَنَا الْعَبْدُ الذَّليل، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاْمْنُنْ بِغِناكَ عَلى فَقْري، وَبِحِلْمِكَ عَلى جَهْلي، وَبِقُوَّتِكَ عَلى ضَعْفي، يا قَوِيُّ يا عَزيزُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
الاستغفار:
ورد عن النبيّ(ص): "من قال في رجب: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له وأتوب إليه، مائة مرّة، وختمها بالصّدقة، ختم الله له بالرّحمة والمغفرة، ومن قالها أربعمائة مرّة، كتب الله له أجر مائة شهيد".