السيد فضل الله لوكالة مهر الإيرانية: إن العالم المستكبر يضج بالقلق من الثورة الإسلامية وتجلياتها وتفاعلاتها

السيد فضل الله لوكالة مهر الإيرانية: إن العالم المستكبر يضج بالقلق من الثورة الإسلامية وتجلياتها وتفاعلاتها

السيد فضل الله لوكالة مهر الإيرانية:

إن العالم المستكبر يضج بالقلق من الثورة الإسلامية وتجلياتها وتفاعلاتها


أجرت وكالة (مهر) الإيرانية حواراً مع العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، تناولت فيه تأثيرات الثورة الإسلامية على الفكر والمفكرين المسلمين. وهذا نصّ الحوار:

س: ما هي تأثيرات الثورة الإسلامية في إيران في المفكرين المسلمين من السنة والشيعة؟

ج: لقد أحدثت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني(قده) زلزالاً سياسياً في المنطقة والعالم. وكان أول من أدرك دلالاته وانعكاساته قادة الكيان الصهيوني الغاصب، فقال مناحيم بيغن، رئيس الوزراء الصهيوني: "إن عصر الظلمات بالنسبة إلى إسرائيل قد بدأ"، فيما أعلن وزير الخارجية الصهيوني يومها، شيمون بيريز: "أن ما حدث في إيران زلزال ستصل ضرباته إلينا قريباً". بل ولّد حدث الثورة المباركة زلزالاً حضارياً، شكّل العنوان الفكري مصدراً رئيسياً من مصادر ارتجاجاته وموجاته.

وفي ضوء ذلك، كان من الطبيعي أن يتأثر المفكرون والمثقفون في العالم العربي والإسلامي بهذا الحدث، ويتفاعلون معه على مستويات عدة، كان الوجه الإيجابي السمة الأبرز فيها.

أما على المستوى الإسلامي العام، فقد شعر المفكرون المسلمون بأن انتصار الثورة هو انتصار للإسلام، وخصوصاً لأطروحته في مجال الحكم، ومناسبة لإظهار حقيقة الواقع الشعبي في البلاد العربية والإسلامية، بما هو واقع يؤمن بالإسلام في أعماقه، وفرصة للتأكيد أن هذا الدين ليس رجعياً بدليل مواجهته لأقوى قوة إمبريالية في المنطقة، وليس أفيوناً بل المحرّك الرئيسي للثورة والانتفاضة والمواجهات، فضلاً عن أن هذا الحدث أظهر الدور الكبير الذي يضطلع به علماء الدين في تحقيق الأهداف الإنسانية الكبرى.

أما في الواقع، فقد أتاحت هذه الانعكاسات الإيجابية ظهور تحولات كبيرة ونوعية على الصعيد الجماهيري، تمثل في العودة الكثيفة إلى التمسّك بالإسلام ديناً وهويةً وثقافةً وعملاً، ما سمح للمفكرين الإسلاميين بالعمل والتأثير في مساحات شعبية وثقافية واسعة. وبعدما كان العالم والمفكر المسلم يبحث بمشقّة عن ساحة للعمل، باتت الناس هي التي تزحف نحوهما لتعرف دينها وتتحمل مسؤولياتها، ولتطرح أسئلتها، حتى شهد العالم الإسلامي ما عبّر عنه بالصحوة أو النهضة، والتي لا تزال ومنذ انتصار الثورة، تلقي بتفاعلاتها السياسية والثقافية والحضارية في أنحاء العالم كافة، حتى احتلت موقعاً بارزاً في المعادلة الدولية.

أما المفكرون الآخرون الذين يحملون إيديولوجيات غير إسلامية، فمنهم من عاد إلى أحضان الإسلام بعدما دفعته الثورة الإسلامية وأدبيات المفكرين المسلمين، التي عادت إلى الواجهة الثقافية والإعلامية بعد حصار مديد، إلى إجراء مراجعات جذرية، ومنهم من بقي متمسكاً بإيدلوجيته، ولكن بعد إجراء تعديلات فكرية أضفت عليها لوناً إسلامياً، انعكست في إجراء نوع من المصالحة مع الإسلام والمسلمين، فيما أصرّ البعض الأخير على موقفه السلبي أو العدائي من الإسلام، وإن كان الجديد في مواقفه أنه قدّم فهماً للإسلام يستطيع من خلاله أن يحارب الإسلام نفسه.

وفي شكل عام، فإنّ هذه الثورة المباركة، أعادت دين الله إلى قلب الصراع العالمي، بعدما كان معزولاً في زوايا الحوزات والمساجد، أو موسوماً بكل ألوان التخلف والجمود والرجعية...

س: كيف نستطيع نقل فكر الإمام الخميني ورؤيته إلى الجيل الجديد؟

ج: إنّ فكر الإمام الخميني بما يحمله من رؤية شاملة للإسلام، تستوعب جميع جوانبه الروحية والثقافية والسياسية والجهادية، أخذ يتجسد في واقع إنساني إسلامي ثابت وصلب، لكني أرى أن هذه الثورة التي أطلقها إمام كبير ومفكر إسلامي يحمل أبعاداً إنسانية وحضارية، ويطمح إلى إعادة صوغ العالم وفق قيم العدالة والحرية والأخوة، على قاعدة الإيمان بالله والالتزام بالإسلام، أرى إن هذه الثورة تتعرض لتشويه كبير يستهدف الحدّ من تناميها وحصر تأثيرها، وخصوصاً في الأجيال الجديدة التي لم تواكب عناوين الثورة الكبيرة، ومفاهيمها التوحيدية، وآفاقها الإنسانية، وأبعادها التغييرية.

وإذا كان مفهوماً أن يطلق الغرب آلته الإعلامية والثقافية لتشويه الإسلام لمنعه من أخذ موقعه الطبيعي والفاعل في المعادلة الدولية، حتى لا يعطل آليات التحكم والسيطرة الغربية على عالم المستضعفين، فإن من غير المفهوم أن يُعاد التأثير إلى نوع من الخطاب الإسلامي بعيد في جوهره وفي شكله من الخطاب الذي أطلقه الإمام(قده)، ما يحجب أصالة فكره ونصاعة رؤيته وجميل تطلعاته، الأمر الذي يفرض علينا التنبّه والحذر الشديد من هذا الخطاب الجاهل البعيد أصلاً في تكوينه ونشوئه عن خط الثورة ومنهجها وتضحياتها التي أطلقت الإسلام والتشيع نوراً يضيء ظلمات عالم المستضعفين، ليستغل أصحاب هذا الخطاب كل تلك الجهود والتضحيات لمصلحة نظرة ضيقة أخذت تتصدر كثيراً من المنابر الإعلامية، وخصوصاً الفضائيات، حيث يقدم التشيع في صورة أقرب إلى الطقوس الفلكلورية الكئيبة، وفي مضمون لا يستحضر المشروع الإسلامي الكبير بقدر ما يستغرق في أحداث التاريخ واستعادة الصراعات القديمة وأحقادها، إنه خطاب يشوّه الإسلام في عقول الشباب ونفوسهم، ويدفعهم للابتعاد عنه إلى وسائل اللهو وعالم اللامبالاة، وإلى التخلّي عن كل المسؤوليات.

لقد قدّم الإمام الخميني(رض) إسلاماً يستجيب لكل تحديات العصر، ويلبي طموحات الأجيال الجديدة، حيث رأى في فطرة الشباب وصفاء نفوسهم الأمل لنهضة الإسلام وتحمّل مسؤولية حمايته، فليسعَ العلماء والمفكرون والمثقفون إلى أن يعيشوا هموم الشباب وتطلعاتهم الثقافية والاجتماعية والإنسانية، وأن يفهموا طريقة تفكيرهم والقضايا التي تشغلهم، ويجيبوا عن أسئلتهم ونحمّل قضاياهم وتعزيز حضورهم، بالاستفادة من كل المواقع الثقافية والنوادي الاجتماعية والمنابر الإعلامية لاحتضانهم والعمل على انخراطهم في المشروع الإسلامي الكبير.

لتتسع صدورنا لتلقّي النقد الذي يوجّهه شبابنا، فطالما حثّ الإمام(قده) الشباب وكل الشرائح الاجتماعية إلى رفع أصواتهم بالنقد، فطموحات الشباب دائماً كبيرة، والواقع دون طموحاتهم، وبذلك يمكن تصويب المسار وتعميق التفاعل وتفعيل الطاقات الشبابية، لأن إسلام بلا شباب علامة خطر على المستقبل والمصير.

س: ما هي تأثيرات الثورة في صحوة الشعوب ووعيها؟

ج: لا يحتاج الحديث عن تأثيرات الثورة الإسلامية المباركة في صحوة الشعوب ووعيها إلى بحث معمّق يلتقط هذا المؤشّر هنا أو ينقّب عن تلك العلامة هناك. يكفي القول إن العالم المستكبر يضجّ بالقلق من الثورة وتجلياتها وتفاعلاتها، فقلّما تجد موقفاً سياسياً معادياً أم مؤيداً إلا وللجمهورية الإسلامية نصيبٌ فيه، وقلّما نقرأ نصاً فكرياً إلا وللإسلام نصيبٌ منه، وقلّما تلمس تحدياً للطاغوت إلا وللثورة الإسلامية يدٌ فيه، ولا يتسع المجال لذكر الأمثلة الكثيرة الحيّة على هذه الحقيقة. إنّ عالمنا الراهن بدأ يعيش، منذ انطلاقة الجمهورية الإسلامية، في محطة سياسية وحضارية مختلفة جذرياً عن محطات التاريخ السابقة...

ومن أجل الحفاظ على الصحوة واستقامتها تبرز أمامنا تحديات كبيرة أبرزها العمل الدؤوب على تصويب وعي الصحوة والحرص على عدم تحريفها حسبما تسعى إليه، وفي شكل حثيث، قوى الاستكبار العالمي والأنظمة المرتبطة بها، وخصوصاً في دفعها إلى انزلاقات طائفية ومذهبية لتصيب منها مقتلاً.

إن الأمانة التي تركها لنا الإمام الخميني(قده) ثقيلةٌ جداً، وعلينا أن نكون جديرين بحملها، متمسكين بالخط الإسلامي الوحدوي لحماية الصحوة، وبمضمونها المقاوم للاحتلال الأجنبي والهيمنة، وبعمقها الروحي المنفتح على الله وعلى الإنسان في مشارق الأرض ومغاربها.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 10 صفر 1429 هـ  الموافق: 17/02/2008 م

السيد فضل الله لوكالة مهر الإيرانية:

إن العالم المستكبر يضج بالقلق من الثورة الإسلامية وتجلياتها وتفاعلاتها


أجرت وكالة (مهر) الإيرانية حواراً مع العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، تناولت فيه تأثيرات الثورة الإسلامية على الفكر والمفكرين المسلمين. وهذا نصّ الحوار:

س: ما هي تأثيرات الثورة الإسلامية في إيران في المفكرين المسلمين من السنة والشيعة؟

ج: لقد أحدثت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني(قده) زلزالاً سياسياً في المنطقة والعالم. وكان أول من أدرك دلالاته وانعكاساته قادة الكيان الصهيوني الغاصب، فقال مناحيم بيغن، رئيس الوزراء الصهيوني: "إن عصر الظلمات بالنسبة إلى إسرائيل قد بدأ"، فيما أعلن وزير الخارجية الصهيوني يومها، شيمون بيريز: "أن ما حدث في إيران زلزال ستصل ضرباته إلينا قريباً". بل ولّد حدث الثورة المباركة زلزالاً حضارياً، شكّل العنوان الفكري مصدراً رئيسياً من مصادر ارتجاجاته وموجاته.

وفي ضوء ذلك، كان من الطبيعي أن يتأثر المفكرون والمثقفون في العالم العربي والإسلامي بهذا الحدث، ويتفاعلون معه على مستويات عدة، كان الوجه الإيجابي السمة الأبرز فيها.

أما على المستوى الإسلامي العام، فقد شعر المفكرون المسلمون بأن انتصار الثورة هو انتصار للإسلام، وخصوصاً لأطروحته في مجال الحكم، ومناسبة لإظهار حقيقة الواقع الشعبي في البلاد العربية والإسلامية، بما هو واقع يؤمن بالإسلام في أعماقه، وفرصة للتأكيد أن هذا الدين ليس رجعياً بدليل مواجهته لأقوى قوة إمبريالية في المنطقة، وليس أفيوناً بل المحرّك الرئيسي للثورة والانتفاضة والمواجهات، فضلاً عن أن هذا الحدث أظهر الدور الكبير الذي يضطلع به علماء الدين في تحقيق الأهداف الإنسانية الكبرى.

أما في الواقع، فقد أتاحت هذه الانعكاسات الإيجابية ظهور تحولات كبيرة ونوعية على الصعيد الجماهيري، تمثل في العودة الكثيفة إلى التمسّك بالإسلام ديناً وهويةً وثقافةً وعملاً، ما سمح للمفكرين الإسلاميين بالعمل والتأثير في مساحات شعبية وثقافية واسعة. وبعدما كان العالم والمفكر المسلم يبحث بمشقّة عن ساحة للعمل، باتت الناس هي التي تزحف نحوهما لتعرف دينها وتتحمل مسؤولياتها، ولتطرح أسئلتها، حتى شهد العالم الإسلامي ما عبّر عنه بالصحوة أو النهضة، والتي لا تزال ومنذ انتصار الثورة، تلقي بتفاعلاتها السياسية والثقافية والحضارية في أنحاء العالم كافة، حتى احتلت موقعاً بارزاً في المعادلة الدولية.

أما المفكرون الآخرون الذين يحملون إيديولوجيات غير إسلامية، فمنهم من عاد إلى أحضان الإسلام بعدما دفعته الثورة الإسلامية وأدبيات المفكرين المسلمين، التي عادت إلى الواجهة الثقافية والإعلامية بعد حصار مديد، إلى إجراء مراجعات جذرية، ومنهم من بقي متمسكاً بإيدلوجيته، ولكن بعد إجراء تعديلات فكرية أضفت عليها لوناً إسلامياً، انعكست في إجراء نوع من المصالحة مع الإسلام والمسلمين، فيما أصرّ البعض الأخير على موقفه السلبي أو العدائي من الإسلام، وإن كان الجديد في مواقفه أنه قدّم فهماً للإسلام يستطيع من خلاله أن يحارب الإسلام نفسه.

وفي شكل عام، فإنّ هذه الثورة المباركة، أعادت دين الله إلى قلب الصراع العالمي، بعدما كان معزولاً في زوايا الحوزات والمساجد، أو موسوماً بكل ألوان التخلف والجمود والرجعية...

س: كيف نستطيع نقل فكر الإمام الخميني ورؤيته إلى الجيل الجديد؟

ج: إنّ فكر الإمام الخميني بما يحمله من رؤية شاملة للإسلام، تستوعب جميع جوانبه الروحية والثقافية والسياسية والجهادية، أخذ يتجسد في واقع إنساني إسلامي ثابت وصلب، لكني أرى أن هذه الثورة التي أطلقها إمام كبير ومفكر إسلامي يحمل أبعاداً إنسانية وحضارية، ويطمح إلى إعادة صوغ العالم وفق قيم العدالة والحرية والأخوة، على قاعدة الإيمان بالله والالتزام بالإسلام، أرى إن هذه الثورة تتعرض لتشويه كبير يستهدف الحدّ من تناميها وحصر تأثيرها، وخصوصاً في الأجيال الجديدة التي لم تواكب عناوين الثورة الكبيرة، ومفاهيمها التوحيدية، وآفاقها الإنسانية، وأبعادها التغييرية.

وإذا كان مفهوماً أن يطلق الغرب آلته الإعلامية والثقافية لتشويه الإسلام لمنعه من أخذ موقعه الطبيعي والفاعل في المعادلة الدولية، حتى لا يعطل آليات التحكم والسيطرة الغربية على عالم المستضعفين، فإن من غير المفهوم أن يُعاد التأثير إلى نوع من الخطاب الإسلامي بعيد في جوهره وفي شكله من الخطاب الذي أطلقه الإمام(قده)، ما يحجب أصالة فكره ونصاعة رؤيته وجميل تطلعاته، الأمر الذي يفرض علينا التنبّه والحذر الشديد من هذا الخطاب الجاهل البعيد أصلاً في تكوينه ونشوئه عن خط الثورة ومنهجها وتضحياتها التي أطلقت الإسلام والتشيع نوراً يضيء ظلمات عالم المستضعفين، ليستغل أصحاب هذا الخطاب كل تلك الجهود والتضحيات لمصلحة نظرة ضيقة أخذت تتصدر كثيراً من المنابر الإعلامية، وخصوصاً الفضائيات، حيث يقدم التشيع في صورة أقرب إلى الطقوس الفلكلورية الكئيبة، وفي مضمون لا يستحضر المشروع الإسلامي الكبير بقدر ما يستغرق في أحداث التاريخ واستعادة الصراعات القديمة وأحقادها، إنه خطاب يشوّه الإسلام في عقول الشباب ونفوسهم، ويدفعهم للابتعاد عنه إلى وسائل اللهو وعالم اللامبالاة، وإلى التخلّي عن كل المسؤوليات.

لقد قدّم الإمام الخميني(رض) إسلاماً يستجيب لكل تحديات العصر، ويلبي طموحات الأجيال الجديدة، حيث رأى في فطرة الشباب وصفاء نفوسهم الأمل لنهضة الإسلام وتحمّل مسؤولية حمايته، فليسعَ العلماء والمفكرون والمثقفون إلى أن يعيشوا هموم الشباب وتطلعاتهم الثقافية والاجتماعية والإنسانية، وأن يفهموا طريقة تفكيرهم والقضايا التي تشغلهم، ويجيبوا عن أسئلتهم ونحمّل قضاياهم وتعزيز حضورهم، بالاستفادة من كل المواقع الثقافية والنوادي الاجتماعية والمنابر الإعلامية لاحتضانهم والعمل على انخراطهم في المشروع الإسلامي الكبير.

لتتسع صدورنا لتلقّي النقد الذي يوجّهه شبابنا، فطالما حثّ الإمام(قده) الشباب وكل الشرائح الاجتماعية إلى رفع أصواتهم بالنقد، فطموحات الشباب دائماً كبيرة، والواقع دون طموحاتهم، وبذلك يمكن تصويب المسار وتعميق التفاعل وتفعيل الطاقات الشبابية، لأن إسلام بلا شباب علامة خطر على المستقبل والمصير.

س: ما هي تأثيرات الثورة في صحوة الشعوب ووعيها؟

ج: لا يحتاج الحديث عن تأثيرات الثورة الإسلامية المباركة في صحوة الشعوب ووعيها إلى بحث معمّق يلتقط هذا المؤشّر هنا أو ينقّب عن تلك العلامة هناك. يكفي القول إن العالم المستكبر يضجّ بالقلق من الثورة وتجلياتها وتفاعلاتها، فقلّما تجد موقفاً سياسياً معادياً أم مؤيداً إلا وللجمهورية الإسلامية نصيبٌ فيه، وقلّما نقرأ نصاً فكرياً إلا وللإسلام نصيبٌ منه، وقلّما تلمس تحدياً للطاغوت إلا وللثورة الإسلامية يدٌ فيه، ولا يتسع المجال لذكر الأمثلة الكثيرة الحيّة على هذه الحقيقة. إنّ عالمنا الراهن بدأ يعيش، منذ انطلاقة الجمهورية الإسلامية، في محطة سياسية وحضارية مختلفة جذرياً عن محطات التاريخ السابقة...

ومن أجل الحفاظ على الصحوة واستقامتها تبرز أمامنا تحديات كبيرة أبرزها العمل الدؤوب على تصويب وعي الصحوة والحرص على عدم تحريفها حسبما تسعى إليه، وفي شكل حثيث، قوى الاستكبار العالمي والأنظمة المرتبطة بها، وخصوصاً في دفعها إلى انزلاقات طائفية ومذهبية لتصيب منها مقتلاً.

إن الأمانة التي تركها لنا الإمام الخميني(قده) ثقيلةٌ جداً، وعلينا أن نكون جديرين بحملها، متمسكين بالخط الإسلامي الوحدوي لحماية الصحوة، وبمضمونها المقاوم للاحتلال الأجنبي والهيمنة، وبعمقها الروحي المنفتح على الله وعلى الإنسان في مشارق الأرض ومغاربها.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 10 صفر 1429 هـ  الموافق: 17/02/2008 م
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية