أجرت جريدة النهار اللبنانية تحقيقاً عن الألفية الثانية وتضمن حواراً قصيراً مع سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله وذلك قبيل رأس السنة الميلادية
السيد محمد حسين فضل الله لفت إلى أنه "ليس هناك أي نص قرآني أو نبوي يؤرخ بالتحديد ليوم القيامة، بل إنه يطلقها تجاه امتداد الزمن في علم الله الذي احتفظ به لنفسه، فهو من غيب الله الذي لم يطلع عليه احد. لذا فإن أي حديث باسم الدين في تحديد اليوم او السنة، هو حديث لا قيمة له، ولا سيما إذا درسنا أنّ الحديث عن الألفيات عندما يتحرك في الوجدان الشعبي فإنه لا ينحصر بالألفيات التي تمثل ولادة السيد المسيح عليه السلام، لأن هناك الألفيات في التاريخ اليهودي، وهناك الألفيات في التاريخ الإسلامي، وقد نواجه ألفيات على مستوى الملايين في الاكتشافات العلمية. فأي ألفية هي الألفية التي نحددها؟ ثمة كلمة تتداول في الواقع الشعبي قد يتصورها البعض نصاً دينياً وهي كلمة "تؤلف ولا تؤلفان" التي تعني التأليف بين القلوب وبين الأشخاص. ومن هما اللذان تؤلفان؟
لذا فإننا نتوجه إلى كل الوجدان الشعبي بألا يسقط تحت تلك التحديات التي لا أساس لها. بل أن يستقبل الألف الثالث كما استقبل الناس ماضياً الألف الثاني والألف الأول، من موقع إيمانهم بالله وانفتاحهم عليه، ومن موقع مسؤوليتهم أمامه باعتبار أن الحياة التي يعيشونها هي ساحة المسؤولية، ليواجهوا في يوم القيامة من خلال ذلك نتائج المسؤولية على هدى قوله تعالى {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه}، وقوله تعالى{فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةً شر يره}. علينا أن نملأ الحياة بالمحبة في مواجهة البغض، وبالرحمة في مواجهة القسوة، وبالعدل في مواجهة الظلم، وبالفرح الروحي في مواجهة الذين يفرضون الحزن والألم على الناس.
أن قضية يوم القيامة هي قضية النهاية التي يحددها الله. اما قضيتنا فهي كيف نحوّل الأرض إلى قيامة إنسانية جديدة يقوم فيها الإنسان من تخلفه إلى موقع التقدم، ومن وحشيته إلى موقع إنسانيته، ومن جهله إلى موقع علمه. ان ننتج إنسانيتنا من جديد في كل مرحلة من مراحل الزمن وان نتوحد بالله بدلاً من أن ننقسم على الله. وأن ننطلق من وحدة الكون إلى وحدة الله ومن وحدة الخالق إلى وحدة المخلوق أمام الخالق. الحياة حلوة وعلينا ألا نشوه هذا الجمال بما يتحرك به الشيطان في عقولنا لينتج قبح الفكر وفي قلوبنا لينتج قبح العاطفة وفي حياتنا لينتج قبح الواقع.
وفي نهاية المطاف، أمام السؤال الكبير، نقرأ جوابه في الآية الكريمة {يسألونك عن الساعة أيّانا مرساها فيما أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر من يخشاها كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها}. أنها ساعة المفاجأة وليست ساعة التحديد.
أجرت جريدة النهار اللبنانية تحقيقاً عن الألفية الثانية وتضمن حواراً قصيراً مع سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله وذلك قبيل رأس السنة الميلادية
السيد محمد حسين فضل الله لفت إلى أنه "ليس هناك أي نص قرآني أو نبوي يؤرخ بالتحديد ليوم القيامة، بل إنه يطلقها تجاه امتداد الزمن في علم الله الذي احتفظ به لنفسه، فهو من غيب الله الذي لم يطلع عليه احد. لذا فإن أي حديث باسم الدين في تحديد اليوم او السنة، هو حديث لا قيمة له، ولا سيما إذا درسنا أنّ الحديث عن الألفيات عندما يتحرك في الوجدان الشعبي فإنه لا ينحصر بالألفيات التي تمثل ولادة السيد المسيح عليه السلام، لأن هناك الألفيات في التاريخ اليهودي، وهناك الألفيات في التاريخ الإسلامي، وقد نواجه ألفيات على مستوى الملايين في الاكتشافات العلمية. فأي ألفية هي الألفية التي نحددها؟ ثمة كلمة تتداول في الواقع الشعبي قد يتصورها البعض نصاً دينياً وهي كلمة "تؤلف ولا تؤلفان" التي تعني التأليف بين القلوب وبين الأشخاص. ومن هما اللذان تؤلفان؟
لذا فإننا نتوجه إلى كل الوجدان الشعبي بألا يسقط تحت تلك التحديات التي لا أساس لها. بل أن يستقبل الألف الثالث كما استقبل الناس ماضياً الألف الثاني والألف الأول، من موقع إيمانهم بالله وانفتاحهم عليه، ومن موقع مسؤوليتهم أمامه باعتبار أن الحياة التي يعيشونها هي ساحة المسؤولية، ليواجهوا في يوم القيامة من خلال ذلك نتائج المسؤولية على هدى قوله تعالى {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه}، وقوله تعالى{فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةً شر يره}. علينا أن نملأ الحياة بالمحبة في مواجهة البغض، وبالرحمة في مواجهة القسوة، وبالعدل في مواجهة الظلم، وبالفرح الروحي في مواجهة الذين يفرضون الحزن والألم على الناس.
أن قضية يوم القيامة هي قضية النهاية التي يحددها الله. اما قضيتنا فهي كيف نحوّل الأرض إلى قيامة إنسانية جديدة يقوم فيها الإنسان من تخلفه إلى موقع التقدم، ومن وحشيته إلى موقع إنسانيته، ومن جهله إلى موقع علمه. ان ننتج إنسانيتنا من جديد في كل مرحلة من مراحل الزمن وان نتوحد بالله بدلاً من أن ننقسم على الله. وأن ننطلق من وحدة الكون إلى وحدة الله ومن وحدة الخالق إلى وحدة المخلوق أمام الخالق. الحياة حلوة وعلينا ألا نشوه هذا الجمال بما يتحرك به الشيطان في عقولنا لينتج قبح الفكر وفي قلوبنا لينتج قبح العاطفة وفي حياتنا لينتج قبح الواقع.
وفي نهاية المطاف، أمام السؤال الكبير، نقرأ جوابه في الآية الكريمة {يسألونك عن الساعة أيّانا مرساها فيما أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر من يخشاها كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها}. أنها ساعة المفاجأة وليست ساعة التحديد.