إنَّ الإنسان المنتمي إلى أيّ هيئة، سواء كانت حزباً أو جمعيّةً أو غير ذلك، لا
بدَّ له من أن يحدِّد في البداية شرعيّة هذا الانتماء، من حيث تجسيد هذه الهيئة
وتمثيلها للإسلام في الوعي والعقل وفي الإيمان. فإذا رأى أنَّ تلك الهيئة التي
ينتمي إليها منسجمة معه في الخطوط العامّة، فلا بدَّ من أن يدرس أيضاً في ما إذا
كانت تمثِّل الشرعيّة في الجهة التي تقودها وتديرها وتحرِّك مسارها وتنظِّم أمورها،
لأنَّه لا يكفي أن يكون الخطّ صحيحاً، بل لا بدَّ من أن يكون الذي يُحرِّك الخطوات
على الخطّ إنساناً يجسِّد الخطّ في فكره وفي سلوكه العمليّ وفي نظرته إلى العمل،
فإذا كان له ذلك، فمن الطبيعيّ أن ينسجم مع هذا الانتماء، ليتعاون بما يوكل إليه من
مسؤوليّة، من أجل تحقيق الأهداف الكبرى، بقدر ما تسمح به طاقته الخاصّة.
ولا بدَّ لنا من أن نلفت إلى ضرورة هذا الانتماء إلى أيّ جهة تملك حركيّة العمل
الإسلاميّ، ممّن يقول بالارتباط بالمرجعيّة العليا، أو بالارتباط بالحزب، أو غير
ذلك، لأنَّ تحقيق الأهداف الكبيرة لا يتمّ إلاّ بمشاركة مجتمعيّة وتعجز الحالات
الفردية عن تحقيقها، لأنَّ الفرد مهما كان يملك من طاقات، فإنَّه لا يستطيع أن
يحقِّقها بنفسه، حتّى الذي يملك شخصيَّة القائد، فإنَّه يحقِّق ذلك من خلال النَّاس
الّذين يقودهم ممّن يؤمنون به. وبذلك، فإنَّ الإنسان الذي لا يعيش لذاته، بل يعيش
لدينه ولأُمّته ولكلِّ الواقع الّذي من حوله، من خلال التطلُّعات التي يتطلَّع
إليها، والأهداف التي يستهدفها، والمسؤوليات التي يلتزم بها، لا بدَّ له من أن
ينتمي إلى جهةٍ عامّة تملك القوّة التنظيميّة الحركيّة التي يمكن لها أن توزّع
الهدف على مواقع، وتوزّع المواقف على مراحل، عندما تصل إلى النّتائج الحاسمة في
تحقيق الاستراتيجيّة العاجلة أو الآجلة.
فلذلك، فإنَّ فكرة أن ينتمي الإنسان إلى جهة عامّة، هي مسألة حاجة الإنسان إلى
تحقيق العلاقة مع الآخرين، بخطَّةٍ مدروسةٍ منظَّمة تحتضن كلّ الطّاقات، وتركّز
الدّراسات والمراحل المتنوّعة في سبيل الوصول إلى أهدافها.
*من كتاب "فقه الحياة".
إنَّ الإنسان المنتمي إلى أيّ هيئة، سواء كانت حزباً أو جمعيّةً أو غير ذلك، لا
بدَّ له من أن يحدِّد في البداية شرعيّة هذا الانتماء، من حيث تجسيد هذه الهيئة
وتمثيلها للإسلام في الوعي والعقل وفي الإيمان. فإذا رأى أنَّ تلك الهيئة التي
ينتمي إليها منسجمة معه في الخطوط العامّة، فلا بدَّ من أن يدرس أيضاً في ما إذا
كانت تمثِّل الشرعيّة في الجهة التي تقودها وتديرها وتحرِّك مسارها وتنظِّم أمورها،
لأنَّه لا يكفي أن يكون الخطّ صحيحاً، بل لا بدَّ من أن يكون الذي يُحرِّك الخطوات
على الخطّ إنساناً يجسِّد الخطّ في فكره وفي سلوكه العمليّ وفي نظرته إلى العمل،
فإذا كان له ذلك، فمن الطبيعيّ أن ينسجم مع هذا الانتماء، ليتعاون بما يوكل إليه من
مسؤوليّة، من أجل تحقيق الأهداف الكبرى، بقدر ما تسمح به طاقته الخاصّة.
ولا بدَّ لنا من أن نلفت إلى ضرورة هذا الانتماء إلى أيّ جهة تملك حركيّة العمل
الإسلاميّ، ممّن يقول بالارتباط بالمرجعيّة العليا، أو بالارتباط بالحزب، أو غير
ذلك، لأنَّ تحقيق الأهداف الكبيرة لا يتمّ إلاّ بمشاركة مجتمعيّة وتعجز الحالات
الفردية عن تحقيقها، لأنَّ الفرد مهما كان يملك من طاقات، فإنَّه لا يستطيع أن
يحقِّقها بنفسه، حتّى الذي يملك شخصيَّة القائد، فإنَّه يحقِّق ذلك من خلال النَّاس
الّذين يقودهم ممّن يؤمنون به. وبذلك، فإنَّ الإنسان الذي لا يعيش لذاته، بل يعيش
لدينه ولأُمّته ولكلِّ الواقع الّذي من حوله، من خلال التطلُّعات التي يتطلَّع
إليها، والأهداف التي يستهدفها، والمسؤوليات التي يلتزم بها، لا بدَّ له من أن
ينتمي إلى جهةٍ عامّة تملك القوّة التنظيميّة الحركيّة التي يمكن لها أن توزّع
الهدف على مواقع، وتوزّع المواقف على مراحل، عندما تصل إلى النّتائج الحاسمة في
تحقيق الاستراتيجيّة العاجلة أو الآجلة.
فلذلك، فإنَّ فكرة أن ينتمي الإنسان إلى جهة عامّة، هي مسألة حاجة الإنسان إلى
تحقيق العلاقة مع الآخرين، بخطَّةٍ مدروسةٍ منظَّمة تحتضن كلّ الطّاقات، وتركّز
الدّراسات والمراحل المتنوّعة في سبيل الوصول إلى أهدافها.
*من كتاب "فقه الحياة".