كتابات
09/07/2020

هل العلاج بالقرآن الكريم نفسيّ فقط؟

هل العلاج بالقرآن الكريم نفسيّ فقط؟

ليست المسألة مسألة علاقة عضويَّة بين الآية القرآنيّة التي يعتبرها بعض النّاس سبباً للشّفاء وبين المرض، لأنَّ مسألة المرض هي مسألة طبيعيَّة في جسد الإنسان، ناشئة عن أسباب طبيعيَّة، والله سبحانه وتعالى عندما خلق الدَّاء خلق الدَّواء.

لكن يمكن للإنسان المؤمن أن يلجأ إلى خالقه ويتوسَّل بكلامه الكريم ليدفع عنه المرض، وليست المسألة مسألة علاج، بل هي مسألة دعاء وتوسّل إلى الله بما يحبّه من كلامه أو بمن يحبّه من خلقه.

إنّ الإيحاء الرّوحيّ الّذي يشعر به الإنسان من الإحساس بقداسة القرآن لأنَّه كلام الله، بحيث يعتقد جازماً أنَّ الله سيشفيه إذا قرأ هذه الآية أو تلك، أو حمل هذا القرآن، يعتبر مؤثّراً نفسيّاً تتحرّك فيه حركة العلاج النّفسيّ، فالقضيّة من هذا الجانب تتَّصل بالثّقة النفسيَّة وبالثّقة الإنسانيَّة بالآيات القرآنيّة كوسيلةٍ من وسائل المداواة، وهي في ذلك ككلّ الأشياء الإيمانيَّة الّتي يمكن للإنسان أن يعيشها، حتى إنَّ الإنسان ربما يعيش الوهم الّذي قد يتحوَّل إلى حالةٍ من الإيحاء النفسيّ، فيشفى من خلال ذلك، لأنَّ بعض الأمراض النّفسيّة تنشأ من تفاعلاتٍ شعوريَّةٍ أو من تفاعلات نفسيَّة، الأمر الَّذي يجعل اعتقاد الإنسان بأيّ وسيلة من الوسائل دواءً لمشكلته النفسيَّة.

نحن لا نريد أن نقول إنَّ مسألة الثّقة بالآيات القرآنيّة من قبيل الوهم، لكن من قبيل الحالات النفسيّة الّتي تكوّن حالات روحيَّة، وقد تكوِّن حالات عاطفيَّة أو ما إلى ذلك، مما يمكن للإنسان أن يشفى بها.

 لكنّنا نعود ونؤكّد عدم وجود ارتباط عضوي بين هذه الآيات والمرض،  كما يكون الارتباط بين الأشياء ومسبّباتها، إذ إنّنا لا نجد دليلاً فقهيّاً على ذلك.

نحن ندرك أنَّ الإنسان الّذي يعيش الضّعف أمام بعض الآلام أو من بعض المشكلات، يحاول أن يلجأ إلى أيِّ شيءٍ مما هو خارج الواقع المادّيّ، ما يمكن أن يساهم في حلّ الكثير من المشكلات النّفسيَّة، وقد يساهم في حلِّ بعض المشكلات الّتي لها جانب نفسيّ، إضافةً إلى الجانب العضويّ، لكنّ ذلك يتمّ بقدرة الله.

وقد يلجأ النّاس إلى الخرافة، وهذا ما نلاحظة لدى الَّذين يعيشون التقدّم، فقضيَّة التقدّم أو التخلّف لا تُقاس بحجم العلم الّذي يختزنه الإنسان في فكره، بل في حجم الوعي الَّذي يتمتَّع به هذا الإنسان في محيطه.

إنَّ الكثيرين ممن بلغوا المرتبة العليا من العلم، يتحوَّلون إلى أشخاص عاديّين عندما يعيشون بعض الآلام أو بعض المشاكل الّتي تسقط أوضاعهم وما إلى ذلك. إنَّ المسألة، إذاً، هي الضَّعف الإنسانيّ، وليست مسألة ما يختزنه الإنسان من علم.

إنَّ على الإنسان أن يحترم عقله وعلمه، فمن أين يعرف هؤلاء النّاس الغيب، والله هو وحده العالم بالغيب، وهو الّذي أعطى لأنبيائه وأوليائه بعض المعرفة بأمور الغيب مما يحتاجونه في رسالاتهم؟!

إنّني أقول للنّاس، إنَّ الله خلق الدّاء وخلق معه الدّواء، فعليهم أن يلجأوا إلى العلم الّذي يعرف مسبّبات هذه الحالة، وإذا وصلتم إلى حالةٍ من الإحباط أمام الدّواء، فالجأوا إلى الله سبحانه وتعالى، وابتهلوا إليه، ولعلّ الله يستجيب لكم، فهو يحيي العظام وهي رميم، والله لا يريد لعبده أن ييأس حتى لو لم يكن هناك دواء، لأنّه يمكن أن يكتشف أحدهم الدّواء في اللّحظة الثانية، فلا تيأسوا من رحمة الله، لأنّه لا ييأس منها إلا القوم الكافرون.

إنَّ علينا أن نفهم أنَّ الحياة تتّصل بالواقع الّذي خلقه الله سبحانه وتعالى، وأنّ الغيب هو في علمه وحده، وأن ليس هناك من يملك معرفة الغيب من البشر، وأنَّ القدرات الخفيَّة الّتي يتوهَّمها الناس هي من دون أساس.

*من حوار مع مجلّة "الفضائيَّة"، بتاريخ: 1-12-1998م.

ليست المسألة مسألة علاقة عضويَّة بين الآية القرآنيّة التي يعتبرها بعض النّاس سبباً للشّفاء وبين المرض، لأنَّ مسألة المرض هي مسألة طبيعيَّة في جسد الإنسان، ناشئة عن أسباب طبيعيَّة، والله سبحانه وتعالى عندما خلق الدَّاء خلق الدَّواء.

لكن يمكن للإنسان المؤمن أن يلجأ إلى خالقه ويتوسَّل بكلامه الكريم ليدفع عنه المرض، وليست المسألة مسألة علاج، بل هي مسألة دعاء وتوسّل إلى الله بما يحبّه من كلامه أو بمن يحبّه من خلقه.

إنّ الإيحاء الرّوحيّ الّذي يشعر به الإنسان من الإحساس بقداسة القرآن لأنَّه كلام الله، بحيث يعتقد جازماً أنَّ الله سيشفيه إذا قرأ هذه الآية أو تلك، أو حمل هذا القرآن، يعتبر مؤثّراً نفسيّاً تتحرّك فيه حركة العلاج النّفسيّ، فالقضيّة من هذا الجانب تتَّصل بالثّقة النفسيَّة وبالثّقة الإنسانيَّة بالآيات القرآنيّة كوسيلةٍ من وسائل المداواة، وهي في ذلك ككلّ الأشياء الإيمانيَّة الّتي يمكن للإنسان أن يعيشها، حتى إنَّ الإنسان ربما يعيش الوهم الّذي قد يتحوَّل إلى حالةٍ من الإيحاء النفسيّ، فيشفى من خلال ذلك، لأنَّ بعض الأمراض النّفسيّة تنشأ من تفاعلاتٍ شعوريَّةٍ أو من تفاعلات نفسيَّة، الأمر الَّذي يجعل اعتقاد الإنسان بأيّ وسيلة من الوسائل دواءً لمشكلته النفسيَّة.

نحن لا نريد أن نقول إنَّ مسألة الثّقة بالآيات القرآنيّة من قبيل الوهم، لكن من قبيل الحالات النفسيّة الّتي تكوّن حالات روحيَّة، وقد تكوِّن حالات عاطفيَّة أو ما إلى ذلك، مما يمكن للإنسان أن يشفى بها.

 لكنّنا نعود ونؤكّد عدم وجود ارتباط عضوي بين هذه الآيات والمرض،  كما يكون الارتباط بين الأشياء ومسبّباتها، إذ إنّنا لا نجد دليلاً فقهيّاً على ذلك.

نحن ندرك أنَّ الإنسان الّذي يعيش الضّعف أمام بعض الآلام أو من بعض المشكلات، يحاول أن يلجأ إلى أيِّ شيءٍ مما هو خارج الواقع المادّيّ، ما يمكن أن يساهم في حلّ الكثير من المشكلات النّفسيَّة، وقد يساهم في حلِّ بعض المشكلات الّتي لها جانب نفسيّ، إضافةً إلى الجانب العضويّ، لكنّ ذلك يتمّ بقدرة الله.

وقد يلجأ النّاس إلى الخرافة، وهذا ما نلاحظة لدى الَّذين يعيشون التقدّم، فقضيَّة التقدّم أو التخلّف لا تُقاس بحجم العلم الّذي يختزنه الإنسان في فكره، بل في حجم الوعي الَّذي يتمتَّع به هذا الإنسان في محيطه.

إنَّ الكثيرين ممن بلغوا المرتبة العليا من العلم، يتحوَّلون إلى أشخاص عاديّين عندما يعيشون بعض الآلام أو بعض المشاكل الّتي تسقط أوضاعهم وما إلى ذلك. إنَّ المسألة، إذاً، هي الضَّعف الإنسانيّ، وليست مسألة ما يختزنه الإنسان من علم.

إنَّ على الإنسان أن يحترم عقله وعلمه، فمن أين يعرف هؤلاء النّاس الغيب، والله هو وحده العالم بالغيب، وهو الّذي أعطى لأنبيائه وأوليائه بعض المعرفة بأمور الغيب مما يحتاجونه في رسالاتهم؟!

إنّني أقول للنّاس، إنَّ الله خلق الدّاء وخلق معه الدّواء، فعليهم أن يلجأوا إلى العلم الّذي يعرف مسبّبات هذه الحالة، وإذا وصلتم إلى حالةٍ من الإحباط أمام الدّواء، فالجأوا إلى الله سبحانه وتعالى، وابتهلوا إليه، ولعلّ الله يستجيب لكم، فهو يحيي العظام وهي رميم، والله لا يريد لعبده أن ييأس حتى لو لم يكن هناك دواء، لأنّه يمكن أن يكتشف أحدهم الدّواء في اللّحظة الثانية، فلا تيأسوا من رحمة الله، لأنّه لا ييأس منها إلا القوم الكافرون.

إنَّ علينا أن نفهم أنَّ الحياة تتّصل بالواقع الّذي خلقه الله سبحانه وتعالى، وأنّ الغيب هو في علمه وحده، وأن ليس هناك من يملك معرفة الغيب من البشر، وأنَّ القدرات الخفيَّة الّتي يتوهَّمها الناس هي من دون أساس.

*من حوار مع مجلّة "الفضائيَّة"، بتاريخ: 1-12-1998م.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية