ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :
الكلّ مسؤول أمام الله
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {فلنسألن الذين أُرسل إليهم ولنسألن المرسَلين}، ويقول سبحانه: {وقفوهم إنهم مسؤولون}، ويقول تعالى: {فوربك لنسألنّهم أجمعين* عما كانوا يعملون}، ويقول رسول الله(ص): "إني مسؤول وإنكم مسؤولون".
في هذه الكلمات المضيئة من الكتاب والسنّة، لا بد للإنسان أمامها من أن يدرس نفسه ليحدد موقفه في كل حركته، سواء كانت في الجانب الفكري الذي يلتزم فيه خطاً فكرياً معيّناً، أو في جانب الكلمة التي يحركها في خطابه للآخرين، أو في عمله الذي يتصل به في موقفه في ما يريد الله تعالى له أن يعمله أو يتركه، وفي ما يريد له أن يتعامل به مع الآخرين، وفي كل مواقفه، رفضاً أو قبولاً أو تأييداً أو عدم تأييد، وفي علاقاته بالإنسان الآخر بالحياة، سلباً أو إيجاباً.
أن تكون إنساناً تملك عقلك وقلبك وحركتك، هو أن تكون مسؤولاً، بحيث لا تحرِّك رجلاً ـ كما ورد في الحديث ـ ولا تؤخّر أخرى حتى تدرس لماذا تقدّمت وعلى أي أساس، ولماذا تأخرت وعلى أيّ أساس. أن لا تندفع في حركتك في الحياة على أساس ما توحي به غريزتك أو شهوتك، أو أن تتحرك على أساس اللامبالاة، بحيث لا تدرس نتائج عملك أو خلفياته. إن عقلك مسؤوليتك، فلا تحركه إلا في ما يرفع مستوى حياتك وحياة الآخرين، وإن قلبك الذي ينفتح على عاطفتك هو مسؤوليتك بأن لا تحرّك عاطفتك في خط هواك، بل أن تعقلن عاطفتك، ليكون حبك عندما تحب مسؤولاً، وليكون بغضك عندما تبغض مسؤولاً، أن لا يكون حبك منطلقاً من الناس الذين ترتبط بهم؛ كأن تحب شخصاً لأن أباك يحبه أو لأنّ أهلك يحبونه، بل أن تحبّ على أساس أن تدرس العناصر التي يملكها من توجّه الحب له. وهكذا في عملية البغض، أن يكون لك وعي الحب والبغض كما وعي الموقف في حركتك في الحياة، سواء كانت في جانب اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي. في كل حياتك فكّر أنك مسؤول أمام الله، وأنك سوف تقف بين يديه سبحانه، ليوجّه إليك سؤالاً ولتجيب عليه: {يوم لا ينفع مال ولا بنون* إلا من أتى الله بقلب سليم}.
والله تعالى لا يُعفي أحداً من المسؤولية، ولا يعفي أحداً من السؤال، حتى الأنبياء، فنحن نقرأ هذه الآية الكريمة: {فلنسألن الذين أُرسل إليهم ولنسألن المرسَلين}، فعندما يبعث الله رسولاً إلى الناس، فإنه سبحانه كما يسأل الناس الذين أُرسل إليهم هذا الرسول، هل استمعتم إليه وآمنتم به؟ هل سرتم على الخط المستقيم الذي أمركم به؟ فإنّه يسأل المرسَلين أيضاً: كيف أديتم الدعوة وبلغتم الرسالة؟ وكيف استجاب لكم قومكم أو تنكّروا لكم في ذلك؟ فالرسل مسؤولون كما هم الناس مسؤولون، وعندما يقول الله تعالى: {فوربك لنسألنّهم أجمعين* عما كانوا يعملون}، فإنه سبحانه لا يعفي أحداً، لأن المسؤولية شاملة للناس كلهم، وكل إنسان مسؤول بحسب حجمه الفكري وقدراته العلمية وظروفه الطبيعية الموضوعية.
الأمة ومحاسبة القادة
وفي مثل ذلك، تحدّث رسول الله(ص)، حيث يقول: "إني مسؤول وإنكم مسؤولون"، ولهذا رأينا أن النبي(ص) الذي اصطفاه الله لرسالته، ولم تكن رسالته من خلال أصوات الناس من خلال الانتخاب، خرج في آخر حياته إلى المسلمين وهو يقول لهم: "إنكم لا تعلّقون عليّ بشيء ـ وفي رواية: لا تمسكون عليّ بشيء ـ إنّي ما حلَّلت إلا ما أحلّ القرآن، وما حرّمت إلا ما حرّم القرآن". وهذا درس لكل القيادات والمرجعيات، بأنه ليس هناك أحد فوق السؤال وفوق القانون، ولذلك تستطيع الأمة أن تحاسب قادتها، وأن تطلب منهم أن يقدّموا حسابهم في كل الأمور التي تتصل بقيادتهم، ولو أخطأت القيادة، فللأمة الحق في أن تصارحها بخطئها، وإذا قامت القيادة بعمل مثير للجدل، فللأمة أن تطالبها في أن توضح موقفها، وهذا ما يجعل القيادة مسؤولية وليست تشريفاً، فعندما يصبح شخص مرجعاً أو قائداً أو زعيماً، فلينظر إلى نفسه أنه أصبح مسؤولاً أمام الناس، وهكذا إذا كنت موظفاً في أيّ جانب من الجوانب، فعليك أن تُشعر نفسك بأنك خادم للناس.
تقوى الله في المسؤولية
وفي حديث للإمام عليّ(ع) يقول: "أوصيكم بتقوى الله في ما أنتم عنه مسؤولون، وإليه تصيرون، فإن الله تعالى يقول: {كل نفس بما كسبت رهينة} ـ الله تعالى جعل نفوسنا مرهونة بأعمالنا، فإذا كانت أعمالنا صالحة رجعت إلينا نفوسنا، وإذا كانت فاسدة خسرنا نفوسنا ـ ويقول سبحانه: {ويحذّركم الله نفسه وإلى الله المصير}، ويقول تعالى: {فوربك لنسألهّم أجمعين* عما كانوا يعملون}". ويقول(ع): "اتقوا الله في عباده ـ لا تظلموا الناس ولا تأكلوا حقوقهم ولا تعتدوا عليهم، قوموا بمسؤوليتكم تجاههم، سواء كانوا قريبين أو بعيدين؛ في البيت الزوجي أو الأبوي أو في المجتمع ـ وبلاده ـ لأن بلادكم هي أمانة الله عندكم في أن تحفظوها من كل عدوان وفساد واهتزاز ـ فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم". ويخاطب رسول الله(ص) قرّاء القرآن: "يا معاشر قرّاء القرآن ـ سواء كنتم تحملون القرآن قراءةً أو فكراً ـ اتّقوا الله في ما حمّلكم من كتابه، فإني مسؤول وإنّكم مسؤولون؛ إني مسؤول عن تبليغ الرسالة، وأما أنتم فتسألون عمّا حُملتم من كتاب الله وسنّته".. ويقول(ص): "ألا كلّكم راعٍ ـ كل واحد بحسب وزنه الاجتماعي والسياسي والديني وما إلى ذلك ـ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ عن أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم"، وعنه(ص): "إن الله تعالى سائل كل راعٍ عمّا استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيّعه، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته".
ومن الذين يسألهم الله كذلك، سمع الإنسان وبصره وفؤاده ـ أي عقله ـ يقول تعالى: {ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً}، وهو ما عبّر عنه الإمام الصادق(ع) بقوله: "يُسأل السمع عمّا سمع ـ كيف سمعت وممن سمعت ـ والبصر عمّا نظر إليه ـ هل رأيت وكيف رأيت ـ والفؤاد ـ العقل ـ عمّا عقد عليه"، وهو ما أشار إليه الإمام عليّ(ع) ـ ولا بد أن ندقق في هذه الكلمة جيداً ـ: "بين الحق والباطل أربع أصابع ـ ووضع أصابعه الأربع بين عينه وأذنه ـ فالحق أن تقول رأيت، والباطل أن تقول سمعت". ولنجرِ استفتاءً، فسنجد أنّ أغلب ما يتكلم عنه الناس من أحكام ومواقف، إنما نشأ ممّا سمعوا لا ممّا رأوا، فلان قال كذا وفلانة قالت كذا، وقد سأل شخص النبي(ص): كيف أشهد؟ فرفع النبي(ص) رأسه إلى السماء، والشمس في قلب النهار، وقال: "على مثل هذا فاشهد أو دع".
علينا أن نوحي لأنفسنا في كل موقف من المواقف بالمسؤولية، وليحضّر كل واحد منا لكل سؤال جواباً: {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها}، نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذلك الموقف بين يديه، وأن يلطف علينا بلطفه، ويرحمنا برحمته.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله.. اتقوا الله وواجهوا الموقف في كل ما يحيط بكم، وفي كل ما يضغط عليكم، وفي كل ما تواجهونه من تحديات تطال الأمة كلها، واجهوا ذلك بمسؤولية، بالوحدة التي تضم المسلمين جميعاً، والموقف القوي الواعي الذي يدرس الأمور بعقل ووعي، ويواجه الأمور بقوة في كل قضايا التحديات هنا وهناك، فإن الله حمّلنا مسؤولية أن نكون الأقوياء في مواقع القوة، والأعزّة في مواقع العزة، ونحن ـ كأمة ـ نواجه الكثير من القضايا على مستوى عالم المستكبرين وأعوانهم وحلفائهم في العالم كله، فكيف نواجه ذلك؟
زيف الشعارات الأمريكية حول الحرية
في المؤتمر الأمريكي ـ الأوروبي، يقدّم الرئيس الأمريكي نفسه كرسول للسلام والإصلاح والديمقراطية على مستوى العالم، على أساس أن تكون منطقة الشرق الأوسط هي القاعدة المركزية لتجربته التي أراد للاتحاد الأوروبي وللحلف الأطلسي أن يسيرا من خلالها في ركابه، لمنحهما بعض الأدوار التفصيلية في العراق، من أجل إخراجه من مأزقه الأمني والسياسي هناك بطريقة وبأخرى، إضافة إلى الضغط على سوريا ولبنان، والتخطيط لمحاصرة إيران في مشروعها النووي، في نطاق الخطة التي يُراد لها إبعاد المنطقة عن أيّ مشروع يستهدف صناعة القوة الدفاعية، لأن المطلوب ـ أمريكياً ـ هو أن لا تكون في المنطقة أية قوة ممانعة للاستغلال الاستكباري.
وإذا كان الرئيس الأمريكي يخاطب بعض الشعوب، كالشعب الإيراني أو الشعوب الأخرى بشعارات الحرية، فإن بعض هذه الشعوب قد تعيش المعارضة للأداء السياسي والأمني لأنظمتها، ولكنها لا توافق على الخضوع للسياسة الأمريكية المتحالفة مع السياسة الإسرائيلية، التي فرضت الاحتلال على الشعب الفلسطيني الذي اعتبرته أمريكا إرهابياً عندما قام بانتفاضة من أجل حريته، ومنعته من تقرير مصيره إلا بالشروط الصهيونية التي تصادر مصالحه الحيوية.
إن شعوبنا العربية والإسلامية لا تصدق أمريكا في شعاراتها عن الحرية التي تتاجر بها في المسألة اللبنانية أو في المنطقة كلها، لأن القضية هي قضية مصالحها الضاغطة على أكثر من بلد.
أمريكا: العمل لمصالح إسرائيل
وفي هذه المناسبة، فإننا نسأل الرئيس الأمريكي، ومعه الاتحاد الأوروبي: لماذا لا يطالب بالانسحاب الفوري الإسرائيلي من أرض فلسطين المحتلة كما يطالب بالانسحاب السوري الفوري من لبنان، في الوقت الذي نعرف أن الوجود السوري ليس احتلالياً؟ ولماذا لا يطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان الذي يرفض أهله الاحتلال الإسرائيلي، ولكن إسرائيل تقوم بقمع إرادتهم الحرة في الحصول على الحرية؟ وهكذا المسألة بالنسبة إلى مزارع شبعا المحتلة، سواء كانت لبنانية أو سورية؟ ولماذا لا تنسحب أمريكا من العراق المحتل الذي يرفض شعبه الاحتلال الأمريكي، حتى لو كان تحت غطاء الاتفاق بين قوات الاحتلال والحكومة المعيّنة من أمريكا؟
وإذا كان الرئيس بوش يتحدث عن الدولة الفلسطينية، فإنه لم يشر إلى حدودها أو قدرتها على الحياة، ولا إلى عودة شعبها المشرّد إليها، في الوقت الذي أكّد في الرسائل المتبادلة مع شارون، رفضه لعودة اللاجئين إلى أرضهم وبيوتهم التي احتلها اليهود، إضافةً إلى مشروعه الضمني في توطينهم في البلدان الأخرى، وتأكيده بقاء المستوطنات اليهودية في الأرض الفلسطينية، فيما لا تزال اللجنة الرباعية الدولية تتحرك في أفق ضبابي في مسألة مشروع الدولة الفلسطينية، التي يؤكد أعضاؤها أن أمريكا هي التي تقود حركة هذه الدولة حسب مصالح إسرائيل ومطامعها، التي لا تملك الإدارة الأمريكية الاعتراض عليها.
القرار1559: التدويل أو الوصاية الدولية
وإذا كان الرئيس الأمريكي يتحدث عن حرية الشعب اللبناني، فإننا نؤمن بأن من حق هذا الشعب أن يكون حراً في إدارة شؤونه وفي تقرير مصيره، وأن يمارس دوره الانتخابي بشفافية وصدق وواقعية، بعيداً عن الضغوط الأمريكية وغيرها، ولكن المسألة هي أن القرار 1559 الذي ضغطت أمريكا ـ ومعها فرنسا ـ على مجلس الأمن لإصداره، لا يكتفي بالانسحاب السوري من لبنان، ولكنه يؤكد نزع سلاح المقاومة الذي هو سلاح الدفاع عن لبنان ضد الأطماع الإسرائيلية والعدوان الإسرائيلي المتكرر في كل يوم، كما يؤكد التوطين للفلسطينيين في مضمونه الأمني والسياسي. ومن الملفت أن بعض اللبنانيين يرون في هذا القرار فرصة للتحرير من خلال التدويل أو الوصاية الدولية في خط الانتداب، أو مباركة الاحتلال الأمريكي للعراق، بزعم أنه المشروع الذي سوف ينشر الديمقراطية في المنطقة العربية والإسلامية.
العالم أقلّ أمناً وسلاماً مع بوش
أما عن المشروع النووي الإيراني الذي يؤكد رئيس جمهورية إيران أنه على استعداد لإعطاء ضمانات دولية بأنها لا تعمل على صنع الأسلحة النووية، فإن "بوش" لا يزال يلاحق هذه الدولة الإسلامية بالضغط والتهديد بالعقوبات، محاولاً جرّ أوروبا إلى جانبه، في الوقت الذي يدعم إسرائيل في سلاحها النووي المتقدّم، وفي تهديدها لإيران بقصف مفاعلها النووي السلمي، بل إن أمريكا تلوّح بذلك في عدوانها على إيران. والسؤال: هل إن أمريكا جادة في مواجهة أسلحة الدمار الشامل، أو أنها تسعى لإبعاد الدول المعارضة لها عن أية خبرة علمية نووية حتى لو كانت للأغراض السلمية؟
لقد كنا نود أن تقدّم أمريكا في إدارتها الحالية أيّ دليل على رغبتها في السلام وفي الديمقراطية والحرية على مستوى مصالح الشعوب، ولكننا نلاحظ أن العالم منذ ولاية الرئيس بوش الأولى والثانية، أصبح أقل أمناً وحرية وسلاماً، وهذا ما نشاهده في الساحة العراقية التي لم يستطع الاحتلال أن يجعلها أكثر أمناً على الرغم من عشرات الألوف من جنوده.
إن الشعوب لم تعد تصدق الأقوال، بل إنها تريد من أمريكا وحلفائها الأفعال، ولم تعد تثق بالشعارات التي تحركها المخابرات المركزية من خلال الأكاذيب التي توزعها هنا وهناك من أجل أن تبرر حرباً استباقية ضد هذا البلد أو ذاك، سواء في ذلك الحرب العسكرية أو الاقتصادية في سيطرتها على قرارات مجلس الأمن.
إننا ندعو شعوبنا إلى أن تعرف كيف تتجاوز هذه الضغوط الاستكبارية، وتتحرك في استعادة حريتها ضد الذين يفرضون عليها الاستعباد في الداخل والخارج، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي، لأن المنطقة تتحرك تحت تأثير الحرب المتنوّعة بفعل الإمبراطورية الأمريكية التي تهدد العالم. كما أننا ندعو أوروبا أن تنطلق في حوارٍ جديّ قائم على الثقة والصدق والمصالح المشتركة، وأن لا تخضع للسياسة الأمريكية التي تريد أن تستغلها في مصالحها الاستراتيجية في ساحة الصراع.
أمريكا ليست حريصة على حرية لبنان
أما في لبنان، فإننا نحذّر اللبنانيين من أن أمريكا ليست حريصة على حرية لبنان وسيادته، بل هي حريصة على أمن إسرائيل، وهذا ما عشناه في الحرب الماضية التي قادها هنري كيسنجر لتصفية القضية الفلسطينية على حساب اللبنانيين، وقد نعيشها الآن لمصلحة التوطين، وعلى اللبنانيين الانتباه إلى أن اللعبة الدولية قد تتحرك لتثير الجدال بالطريقة التي يتصاعد فيها إلى المستوى الذي يصبح فيه سلاح المقاومة بوجه أطماع إسرائيل في موقع الاتهام، وليكون سلاح الجريمة الإسرائيلي الذي تستخدمه إسرائيل ضد لبنان في اعتداءاتها وخروقاتها المتواصلة هو السلاح الذي لا يعترض عليه أحد.
إننا نقول للبنانيين: ارصدوا الحركة السياسية من الخارج، ولا تستمعوا إلى كلمات الخارج التي تنطلق للإيقاع بكم، وانطلقوا مع الحوار مهما كانت قساوة الاختلافات، لأننا نخشى من أن تسعى اللعبة الدولية التي تعمل على تكبير حجم هنا وتصغير حجم هناك، إلى إعادتنا إلى الدوّامة التي خرجنا منها عندما توافقنا جميعاً على الخروج من دائرة الحرب إلى دائرة الحوار واللقاء. عودوا إلى قيمكم وارجعوا إلى وطنيتكم. كونوا عرباً لبنانيين ولا تكونوا أمريكيين أو فرنسيين، فإن الأجيال سوف تحاسب الذين يصنعون الاهتزاز في المستقبل، وستسأل ماذا فعلتم بلبنان؟!. |