المهديَّة مسألةٌ إسلاميّةٌ يلتقي المسلمون عليها، وإن حاول بعض المسلمين في السنين المتأخّرة، بفعل وضع سياسيّ معيّن، أن يطلقوا الحديث حول إنكار هذه المسألة، ولكنَّها مما تواتر الحديث فيها عند المسلمين جميعاً، وإن اختلفوا في بعض التفاصيل في أنَّه هل وُلِد، وهو ما يلتقي الإماميَّة الإثنا عشريّة عليه، أو لم يولد، وهو ما يذهب إليه غالبيّة المسلمين من أهل السُّنّة..
وقد نقل المرحوم السيِّد محسن الأمين أنَّ هناك من علماء السُّنّة مَن يقول إنَّه وُلِد، ويلتقي مع الشيعة في اسمه واسم أبيه، فيقول: "إنَّ الأخبار بخروجه (عج) متواترة، والإجماع من كافة المسلمين حاصل، وقد صنّف أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي كتاباً سمّاه (البيان في أخبار صاحب الزمان)، وله أيضاً كتاب (كفاية الطَّالب في مناقب عليّ بن أبي طالب)، قال في كتاب البيان: إنّي جمعت هذا الكتاب وعرّيته من طرق الشيعة ليكون الاحتجاج به آكد" .
وجمع الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني صاحب كتاب (حلية الأولياء) المشهور أربعين حديثاً في أمر المهدي، أوردها صاحب كتاب (كشف الغمّة) بحذف الأسانيد، مقتصراً على ذكر الراوي عن النبيِّ (ص)... وذكر غيرهما كثيراً من أخبار المهديّ، مثل صاحب (مشكاة المصابيح) و(درر السمطين) و(جواهر العقدين) و(كنوز الدقائق) وغيرها.
فالكنجي بإسناده عن زر بن حبيش عن النبيّ (ص): "لا تذهب الدّنيا حتى يملك العربَ رجلٌ من أهل بيتي، يواطىء اسمُه اسمي" (مشكاة المصابيح) عن ابن مسعود مثله، ثم قال: رواه الترمذي وأبو داود. قال الكنجي: وفي رواية: "يلي رجلٌ من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي". رواه الترمذي في جامعه، وقال (ع): "لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي، يواطىء اسمه اسمي"، أخرجه أبو داود في سننه، وبإسناده عن حذيفة عن النبيّ (ص): "لو لم يبقَ من الدنيا إلَّا يومٌ واحدٌ، لبعث الله رجلاً اسمه اسمي، وخُلُقه خُلُقي، يُكنّى أبا عبد الله". وعن (أربعين الأصفهاني) وبسنده عن حذيفة: "سمعت رسولَ الله (ص) يقول: ويح هذه الأمَّة من ملوك جبابرة، كيف يقتلون ويخيفون المطيعين إلَّا من أظهر طاعتهم، فالمؤمن التقيّ يصانعهم بلسانه، ويفرُّ منهم بقلبه، فإذا أراد الله عزَّ وجلَّ أن يعيد الإسلام عزيزاً، قصم كلَّ جبّار عنيد، وهو القادر على ما يشاء أن يُصلح أمَّة بعد فسادها، فقال (ع): يا حذيفة، لو لم يبقَ من الدّنيا إلَّا يومٌ واحد، لطوّل الله ذلك اليوم، حتى يملك رجلٌ من أهل بيتي، تجري الملاحم على يديه، ويُظهر الإسلام، لا يخلف الله وعده، وهو سريعُ الحساب". وبسنده عن أبي سعيد الخدري عنه (ص): "لا تنقضي السَّاعة حتى يملك الأرضَ رجلٌ من أهل بيتي يملأها عدلاً كما مُلِئَت قبله جوراً" .
وعلى هذا، فنحن نؤمن بالمهديّة، لأنَّ الصَّادق المصدَّق الّذي جاء بالصِّدق وصدّق به أخبرنا بذلك في خطَّين من الحديث: حديث الثّقلين الذي يقول: "إنِّي تاركٌ فيكم الثّقلين؛ كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، ما إن تمسَّكتم بهما لم تضلّوا" . ويستوحي الكثير من العلماء من هذا الحديث أنَّه في كلِّ وقت يكون الكتاب فيه موجوداً وهو موجودٌ على مدى الزمن لا بدَّ أن يكون هناك إمامٌ من العترة النبويّة الطاهرة معه بفعل الحديث عن عدم الافتراق.
* من كتاب "في رحاب أهل البيت"، ج2.
المهديَّة مسألةٌ إسلاميّةٌ يلتقي المسلمون عليها، وإن حاول بعض المسلمين في السنين المتأخّرة، بفعل وضع سياسيّ معيّن، أن يطلقوا الحديث حول إنكار هذه المسألة، ولكنَّها مما تواتر الحديث فيها عند المسلمين جميعاً، وإن اختلفوا في بعض التفاصيل في أنَّه هل وُلِد، وهو ما يلتقي الإماميَّة الإثنا عشريّة عليه، أو لم يولد، وهو ما يذهب إليه غالبيّة المسلمين من أهل السُّنّة..
وقد نقل المرحوم السيِّد محسن الأمين أنَّ هناك من علماء السُّنّة مَن يقول إنَّه وُلِد، ويلتقي مع الشيعة في اسمه واسم أبيه، فيقول: "إنَّ الأخبار بخروجه (عج) متواترة، والإجماع من كافة المسلمين حاصل، وقد صنّف أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي كتاباً سمّاه (البيان في أخبار صاحب الزمان)، وله أيضاً كتاب (كفاية الطَّالب في مناقب عليّ بن أبي طالب)، قال في كتاب البيان: إنّي جمعت هذا الكتاب وعرّيته من طرق الشيعة ليكون الاحتجاج به آكد" .
وجمع الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني صاحب كتاب (حلية الأولياء) المشهور أربعين حديثاً في أمر المهدي، أوردها صاحب كتاب (كشف الغمّة) بحذف الأسانيد، مقتصراً على ذكر الراوي عن النبيِّ (ص)... وذكر غيرهما كثيراً من أخبار المهديّ، مثل صاحب (مشكاة المصابيح) و(درر السمطين) و(جواهر العقدين) و(كنوز الدقائق) وغيرها.
فالكنجي بإسناده عن زر بن حبيش عن النبيّ (ص): "لا تذهب الدّنيا حتى يملك العربَ رجلٌ من أهل بيتي، يواطىء اسمُه اسمي" (مشكاة المصابيح) عن ابن مسعود مثله، ثم قال: رواه الترمذي وأبو داود. قال الكنجي: وفي رواية: "يلي رجلٌ من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي". رواه الترمذي في جامعه، وقال (ع): "لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي، يواطىء اسمه اسمي"، أخرجه أبو داود في سننه، وبإسناده عن حذيفة عن النبيّ (ص): "لو لم يبقَ من الدنيا إلَّا يومٌ واحدٌ، لبعث الله رجلاً اسمه اسمي، وخُلُقه خُلُقي، يُكنّى أبا عبد الله". وعن (أربعين الأصفهاني) وبسنده عن حذيفة: "سمعت رسولَ الله (ص) يقول: ويح هذه الأمَّة من ملوك جبابرة، كيف يقتلون ويخيفون المطيعين إلَّا من أظهر طاعتهم، فالمؤمن التقيّ يصانعهم بلسانه، ويفرُّ منهم بقلبه، فإذا أراد الله عزَّ وجلَّ أن يعيد الإسلام عزيزاً، قصم كلَّ جبّار عنيد، وهو القادر على ما يشاء أن يُصلح أمَّة بعد فسادها، فقال (ع): يا حذيفة، لو لم يبقَ من الدّنيا إلَّا يومٌ واحد، لطوّل الله ذلك اليوم، حتى يملك رجلٌ من أهل بيتي، تجري الملاحم على يديه، ويُظهر الإسلام، لا يخلف الله وعده، وهو سريعُ الحساب". وبسنده عن أبي سعيد الخدري عنه (ص): "لا تنقضي السَّاعة حتى يملك الأرضَ رجلٌ من أهل بيتي يملأها عدلاً كما مُلِئَت قبله جوراً" .
وعلى هذا، فنحن نؤمن بالمهديّة، لأنَّ الصَّادق المصدَّق الّذي جاء بالصِّدق وصدّق به أخبرنا بذلك في خطَّين من الحديث: حديث الثّقلين الذي يقول: "إنِّي تاركٌ فيكم الثّقلين؛ كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، ما إن تمسَّكتم بهما لم تضلّوا" . ويستوحي الكثير من العلماء من هذا الحديث أنَّه في كلِّ وقت يكون الكتاب فيه موجوداً وهو موجودٌ على مدى الزمن لا بدَّ أن يكون هناك إمامٌ من العترة النبويّة الطاهرة معه بفعل الحديث عن عدم الافتراق.
* من كتاب "في رحاب أهل البيت"، ج2.